المنهج التجريبي عند فرانسيس بيكون المنهج التجريبي عند فرانسيس بيكون 2-3- تصنيف العلوم: الغرض منه ترتيب العلوم القائمة وبالأخص الدلالة على العلوم التي لم توجد بعد. والعقل وموضوعه الفلسفة. وتاريخ طبيعي أي خاص بالطبيعة. فالتاريخ المدني ينقسم إلى قسمين: تاريخ كنسي وتاريخ مدني بمعنى الكلمة ينقسم بحسب الوثائق التي نستخدمها من مذكرات وعاديات وتراجم وتواريخ سياسية وأدبية وعلمية وفنية. والتاريخ الطبيعي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: وصف الظواهر السماوية والأرضية، ووصف المسوخ فإنها تكشف عن القوى الخفية في الحالات العادية، ووصف الفنون فإنها وسائل الإنسان لتغيير مجرى الطبيعة وهي تستخدم القوى الطبيعية. ومثل هذا التأويل قديم وكان شائعا في عصر النهضة. ص: 35، 36) وأما الفلسفة فتتناول ثلاثة موضوعات: الطبيعة والإنسان والله. وتنقسم الفلسفة الطبيعية إلى: ما بعد الطبيعة أو علم العلل الصورية والغائية، وإلى الطبيعة أو علم العلل الفاعلية والمادية وهي تنقسم إلى الميكانيكا والسحر. وتنقسم الفلسفة الخاصة بالإنسان إلى ما يتناول النفس: علم العقل أو المنطق، وأن الحدين المتفقين مع حد ثالث فهما متفقان، وأن كل شيء يتغير ولكن لا شيء يفنى وما إلى ذلك، وهذا العلم هو الجذع المشترك بين علوم العقل. والفلسفة تركيب عقلي. (المرجع نفسه) وقد بقي هذا الحرمن فيما يرى بيكون خلال عصور الفلسفة القديمة والفلسفة المدرسية لأن الإنسان بقي على ادعائه وكبريائه نائيا من الطبيعة عاكفا على ذاته. فبانت بوضوح أكثر عواقب الخطيئة، سواء عند عامة الناس أم عند خاصتهم من المفكرين والفلاسفة والعلماء. (حبيب الشاروني، ص: 49) فهو يسميها بالأوهام أو الأوثان وهي أربعة أنواع: أوثان القبيلة وأوثان الكهف وأوثان السوق وأوثان المسرح. 3-3-1- أوثان القبيلة: وهي ناشئة من طبيعة الإنسان، لذا كانت مشتركة بين جميع أفراده، فنحن ميالون بالطبع إلى تعميم بعض الحالات دون إلتفات إلى الحالات المعارضة لها، وإلى تحويل المماثلة إلى تشابه وتواطؤ، وإلى أن نفرض في الطبيعة من نظام أو اطراد أكثر مما هو متحقق فيها، وإلى أن نتصور فيعل الطبيعة على مثال الفعل الإنساني فنتوهم لها غايات وعللا غائية. 3-3- 2- أوهام الكهف: أطلق على هذه الأخطاء إسم أصنام الكهف لأنها ترجع إلى أن كل فرد منا يعيش عي عالم خاص به يشبه الكهف له طبيعته الخاصة وتربيته ونشأته وصلاته بالآخرين وظروفه العقلية والصحية. فالأفراد يختلفون أحدهم عن الآخر: فبعضهم أقدر على ملاحظة أوجه الإختلاف بين الأشياء، وبعضهم ينزع إلى التحليل فيرى الجزئيات دون أن يرى الكل، وبعضهم ينزع إلى التركيب فيرى الكل دون أن يرى الجزئيات. (كريم متي، وهي الناشئة عن الألفاظ. ويرى بيكون أنها أكثر الأوهام مثارا للإضطراب. وقد سميت بأوهام السوق لأن الناس متى اجتمعت كما تجتمع في الأسواق لا تملك أداة للمناقشة وتبادل الأفكار وما يتكون منها من قضايا. والألفاظ تتكون أصلا طبقا للحاجات العملية والتصورات العلمية، ثم تسيطر بعد ذلك على تصورنا للأشياء. ص: 53، 54) 3-3-4 أوثان المسرح: يصوغ القواعد حسب الأقيسة، ثم يبحث عما يؤيدها في ظواهر الطبيعة. فهو يجعل العالم المحسوس تابعا للعالم المتخيل قبل وجوده. لذلك يوجه بيكون اللوم للتجريبيين الذين يرى أنهم يجمعون الوقائع كما تجمع النملة غذاءها، أما العقليون فيرى بيكون أنهم، 4- المنهج الإستقرائي: هذا المنهج هو القسم الإيجابي من المنطق الجديد والحاجة إليه ماسة لأن تصور العلم قد تغير، فقد كان العلم القديم يرمي إلى ترتيب الموجودات في أنواع وأجناس فكان نظريا بحتا، أي أن يؤلف فنونا عملية. وكان العلم اللاحديث يحاول استكناه "الصورة" أي ماهية الموجود مثل صورة الأسد أو الذهب أو الماء أو الهواء، أما العلم الجديد فيبحث عن "صورة" الكيفية أو ماهيتها، أي عن صور البضائع المدلول عليها بهذه الألفاظ: كثيفن مخلخل، حار، ثقيل، خفيف، وما أشبهها من حالات الموجود سواء أكانت تغيرات في المادة أم حركات. فبيكون يحتفظ بلفظ الصورة الوارد عند أرسطو ولكنه يعنى به شرط وجود كيفية ما،