وفعلاً فإن العلم يرفع صاحبه في الدنيا، وطلب العلم يحتاج لهمة وصبر على المشاق والمتاعب، حيث إنه صبر على مشقة السفر حتى يتعلم ثقافات المجتمعات. ومما أثار إعجابي أن ابن بطوطة جمع بين أشياء كثيرة؛ فقد كان يتزوج في كل دولة يسافر إليها ولا يعيقه ذلك عن مهمته الأساسية وهي التعرف على علوم وثقافات المجتمعات.هذه معلومات ثمينة تكتب بماء الذهب ، لرجل عرف في الشرق والغرب وخلد اسمه التاريخ ؛ باعتباره أول من جال العالم القديم في عصر لم يكن السفر فيه لطلب الرزق سهلا، فكيف السفر لطلب العلم والمعرفة!يدعو كل عربي مسلم للافتخار به وأن يحذو حذوه في صبره وشجاعته وإصراره على مواصلة ما بدأ به ، من حب وشغف بالتعرف على كل الثقافات والحضارات والاختلاط بهم ؛ ما جعله يتكيف معها ويعرَفها على العالم اجمع .فقد طبق هذا الرجل العظيم حديث رسولنا الكريم :(اطلبوا العلم ولو فالصين)، الامر الذي ادام ذكره وماقدم للبشرية حتى بعد وفاته "رحمه الله".للرحالة والمؤرخ محمد بن عبدالله (ابن بطوطة) اثر كبير على العالم اجمع كونه أحد أهم رحالة العرب والمسلمين ، في زمن لم يكن فيه السفر سهلا ، على الرغم من صغر سنه وخطورة وصعوبة التنقل بين تضاريس العالم العربي مرورا بالشرق الآسيوي والجنوب الأفريقي حتى أقصى القسطنطينية ، إلا أنه رسم لنا رحلة آثرت ثقافة العالم . شغفه بالدين وأهل العلم والعلماء وحبه للاستطلاع كانت أحد أهم أسباب استمرار رحلاته على مدى 27 عام .تميز ابن بطوطة بالشجاعة والصبر فعلى الرغم من الأخطار التي واجهها ؛ إلا أنها لم تمنعه من إشباع رغبته في الاكتشاف ، إضافة الى تلك المناصب التي تولاها في الهند والصين وغيرها ، استمر في السفر وكأنه طيرا حر لا يملكه مكان ولا زمان .