مراحل إعداد البحث العلمي: يجدر الإشارة أن هناك اختلاف بين الباحثين في مراحل وخطوات إعداد البحث العلمي باختلاف طبيعته ولكن عموما يتفق أنه يـمر بالـمراحل التالي ذكرها من خلال الشكل التوضيحي: الشكل رقم 1- خطوات البحث العلمي 1- تـحديد مشكلة البحث: تعتبر أهم مرحلة يمر بها الباحث، وتنبع من خلال ملاحظة ظاهرة ما أو غموض أو خلل أو علاقة بين متغيرين أو موقف غامض يحتاج تفسير أو حاجات معينة لم يتم تلبيتها في مجتمعات معينة. ويرى أرسطو أن المشكلة هي مسألة نظرية أو عملية يجادل فيها ولا يوجد بالنسبة إليها رأي واضح، حيث يكون الرأي الواضح بعد البحث الدقيق الدي يمكن من معرفة الأسباب والمتغيرات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بظهورها. وعلى الباحث الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأسس التي تمثل مقاييس تساعده في تحديد مشكلة بحثه بدقة: § تناسب مؤهلات الباحث وإمكانياته مع المشكلة المطروحة وأن تكون في نطاق تخصصه. § أن تكون المشكلة ضمن اهتماماته البحثية، حيث أن الرغبة والاهتمام بموضوع البحث عامل مهم في إنجاز بحثه العلمي. § قابلية المشكلة للبحث وتوفر البيانات والمعلومات والمصادر ليتمكن من دراستها. مع التسهيلات الضرورية للحصول على إجابات للاستبيانات. § أهمية مشكلة البحث وقيمة الإضافة التي تضيفها لجانب معين من جوانب الحياة. § من الضروري أن تكون المشكلة حديثة غير مكررة، تضيف قيمة علمية لأن جودة البحث تتمثل بما يضيفه من معلومات من المعرفة البشرية في مجال تخصص الباحث. § فكرة تعميم نتائج البحث على مشاكل وحالات مشابهة أمر مهم وأساسي، وخاصة في البحث الكمي. § يجب أن تكون المشكلة مرتبطة بواقع المجتمع، 2- مراجعة الدراسات السابقة وجمع البيانات الأولية: تساعد الدراسات السابقة الباحث في التعرف على الأدوات والإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في بحثه، كما تجعله يتجنب الأخطاء التي وقع فيها الآخرون ويستفيد من تجاربهم، كما تشكل لبنة أساسية لفهم المشكلة التي يواجهها بعمق أكبر وبمعرفة أوسع، وتسمح له بامتلاك خلفية معرفية حول الموضوع محل الدراسة والاطلاع على مصادر المعلومات التي إستعملها باحثين آخرين. ويتم إستطلاع الدراسات السابقة وفقا للآتي: § منهجياتها. § القضايا العلمية التي أثارتها في الميدان العلمي. § مقارنتها بما يجريه الباحث من بحث. § ما أثارته من تساؤلات جديدة في ذهن الباحث لأجل أن يتفادى أو يبحث فيما يفيد. § التوصيات والمقترحات التي تضمنتها وعلاقتها بالمشاكل البحثية التي تناولتها. يتعين على الباحث الحصول على بيانات بحثه من خلال المصادر والمراجع الموجودة بالمكتبات أو بالمؤسسات والوزارات المتخصصة والهيئات الأكاديمية والحكومية، وهي أحد الخطوات المحورية والأساسية في أي بحث علمي، و تنقسم إلى قسمين: § البيانات الأولية )المباشرة (: هي تلك الوثائق التي تتضمن الحقائق والمعلومات الأصلية المتعلقة بالموضوع بدون إستعمال مصادر وسيطة في نقل المعلومات وتشمل الإحصائيات الرسمية، التقارير الصادرة من الهيئات الحكومية، التشريعات والقوانين، الإستبيان والملاحظة. § البيانات الثانوية ) غير المباشرة (: وهي المراجع التي نقلت حقائق عن موضوع البحث من مصادر أخرى، وتشمل البيانات الموجودة في الكتب والدوريات والأطروحات. 3- تحديد الإشكالية و صياغة الفرضيات: إختيار إشكالية البحث خطوة أساسية ومتقدمة في البحث العلمي حيث تتم بعد الإطلاع على الدراسات السابقة كما أن نجاح الباحث في تحديد إشكالية بحثه خطوة إيجابية ومهمة لضمان نجاح البحث وهي عبارة عن تساؤل غامض يشغل ذهن الباحث حول موضوع الدراسة التي أختارها. إن تحديد وصياغة الإشكالية يعني تحويل المشكلة البحثية Research problem إلى سؤال بحثي Researchable question والصياغة يجب أن تتضمن ماذا ولماذا؟ ماذا يريد الباحث أن يعرف ولماذا يريد أن يعرف ذلك؟. تحديد الإشكالية يسمح بتحديد الموضوع الأساسي للبحث وتطوير العنوان الذي يبين إتجاه العملية البحثية كما يسمح بتحديد أهداف الدراسة ووضع أسئلة فرعية. بعد تحديد الإشكالية والأسئلة الفرعية يتم صياغة الفرضيات فهي تهدف إلى الإجابة على الأسئلة البحثية وهي التي تحدد ماهي الحقائق التي سنبحث عنها وماهي الإجراءات البحثية الواجب إستخدامها. صياغة الفرضيات يعد أمرا هاما في شتى مجالات البحوث وتتطلب رؤية واسعة، ملاحظة دقيقة، وتكون عبارة عن حلول تخمينية مؤقتة للإجابة على الأسئلة ومن الضروري عند صياغتها أن تستند على قواعد منهجية محددة. هناك عدة تعاريف للفرضيات بإختلاف الباحثين سندكر بعضها: § "تفسير مؤقت لعلاقة بين متغيرين أحدهما بمثابة المتغير المستقل والآخر المتغير التابع . وهناك شروط يجب أن تتحقق في الفرض الذي يمثل جزءا متكامل من النظرية، من أهمها: أن يكون قابل للتحقيق، وأن يكون مصاغ في ألفاظ ومصطلحات محددة، وتكون الفروض منسقة بينها". إقتراح ناتج من ملاحظة ما نجعله محل مراقبة عن طريق التجربة أو نفحصه عن طريق الإستنتاج" § "عبارة عن تصريح يتنبأ بوجود علاقة بين حدين أو أكثر أو بين عنصرين أو أكثر من عناصر الواقع . § مرتبطة بتساؤلات البحث بشكل مباشر. § قابلة لأن تثبت سواء بالسلب أو بالإيجاب. § تبين مختلف متغيرات الدراسة. § متسقة مع طبيعة الدراسة. 4- بناء الإطار النظري / تصميم البحث: يقصد بتصميم البحث الخطة التي يتم من خلالها جمع البيانات والمعلومات بغية تحليلها وتفسيرها وإختبار صحة الفرضيات، وتختلف الخطة بإختلاف المنهج المتبع إلا أنها بصورة عامة تشمل: § عنوان البحث ويفترض فيه الشمولية، الوضوح والدلالة. § مقدمة البحث التي تعد تمهيد عام للبحث يوضح مشكلة البحث والأسباب التي أدت إلى إختيار هذا البحث. § إشكالية البحث مكونة من التساؤل الأساسي والأسئلة الفرعية. § فرضيات البحث. § أهمية البحث. § متغيرات البحث أي تحديد المتغيرات التابعة والمستقلة. § الدراسات السابقة. § منهج البحث أي تحديد الطريقة التي سيسلكها الباحث في معالجة موضوع بحثه، وهناك عدة مناهج سبق التطرق لها في المحاضرة السابقة. § مجتمع وعينة الدراسة ونقصد بالمجتمع مجموعة الأفراد أو الأشياء المستهدفة في البحث أما العينة فهي جزء من هذا المجتمع ويجب أن تكون ممثلة للمجتمع حتى يتمكن الباحث من تعميم النتائج. 5- تحديد أنواع البيانات و أساليب جمعها: على الباحث إستخدام كافة الأدوات التي تؤمن له البيانات اللازمة لمعالجة المشكلة، ليتمكن من الإجابة على الإشكالية المطروحة والفرضيات التي تمت صياغتها. حيث يقوم بجمع البيانات من مصادرها والتي قد تكون مصادر ثانوية مثل الوثائق والسجلات والكتب والدوريات أو أولية تشمل الإستبيان والمقابلة والملاحظة. حيث يحدد الباحث منهجا واحدا للبحث، إلا أنه بإمكانه تحديد أكثر من أداة واحدة لجمع البيانات كأن يختار الإستبيان لعدد من الأفراد الذين عددهم كثير وأداة المقابلة للأفراد الذين عددهم محدود. بعد القيام بجمع البيانات يقوم الباحث بتصنيفها وتبويبها بالطرق العلمية المتعارف عليها، بغية تسهيل قراءتها وتحليلها، وسواء تم تجميع بيانات أولية أو ثانوية فلابد من إجراء مراجعة شاملة لما تم الحصول عليه وذلك بهدف إستبعاد البيانات غير المكتملة والبيانات غير المترابطة بموضوع البحث، لتبدأ بعد دلك عملية تحليل البيانات بإدخالها وفق رموز محددة بالإستعانة ببرامج إحصائية والحصول على مخرجات تتمثل في جداول تكرارية و منحنيات وأشكال بحسب الأسلوب الإحصائي المستعمل في منهج البحث ويقوم الباحث بتفسير وتحليل المعلومات المتحصل عليها والتي تؤدي إلى إثبات أو رفض الفرضيات. 6- عرض نتائج الدراسة: ويقوم الباحث كذلك بالإجابة على الفرضيات والأسئلة الفرعية التي تم طرحها في المقدمة. ونقصد بنتائج الدراسة كل ما أثبتته الدراسة العلمية وجاءت به في صورة إجابة عن أسئلة الدراسة وأهدافها، حيث يستثمر الباحث كافة قدراته وخبرته و مهاراته في جمع البيانات وتحليلها من أجل الوصول لحلول منطقية وقوية. كما يشمل عرض النتائج تقديم مجموعة من الإقتراحات والتوصيات التي تمثل حلولا مقترحة في ظل ما توصل إليه الباحث من نتائج، ويمكن أن تكون التوصيات مقترحات لبحوث لاحقة تستكمل ما جاء به البحث العلمي. ثانيا - إستخدام التطور التكنلوجي لتسهيل عملية البحث العلمي: مع التغير التكنولوجي في السنوات الأخيرة ومع التطورات التي نشهدها في عالم الأنترنت بما فيها الذكاء الإصطناعي، هناك عدة برامج متاحة للإستخدام سواء فيما يتعلق بإدارة المراجع وتنظيمها أو فيما يتعلق بإدارة المهام، فيما يلي بعض البرامج المتاحة عبر الأنترنت لتسهيل العملية البحثية: 1. إدارة المراجع بالإعتماد على برنامج Zotero : يعتمد الباحث خلال دراسته موضوع البحث على العديد من البيانات التي يستقيها من مراجع ومصادر مختلفة مما يجعل الإستعانة ببرامج إدارة المراجع أمر ضروري لتسهيل عملية قراءتها جمعها وتنظيمها وكذا توثيقها.