تعددت النظريات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية حول مفهوم المقاولاتية، مما أحدث غموضًا وصعوبة في بلورة نظرية خاصة بها. وقد ظهرت عدة مقاربات لفهم هذا المفهوم، أهمها: المقاولاتية كظاهرة تنظيمية، حيث تُعرّف بأنها مراحل إنشاء منظمة عبر استغلال الموارد لتحويل الفرص إلى مشاريع؛ كمقاربة استغلال الفرص، التي تعتبرها اكتشافًا وتقييمًا واستغلالًا لفرص إنتاج سلع وخدمات مستقبلية؛ ومقاربة خلق القيمة، التي تركز على تأثير الأنشطة المقاولاتية على الاقتصاد، وكيف يخلّق المقاول (بحسب شومبيتر) "تدميرًا خلاقًا" عبر ابتكاراته (منتجات، أساليب، أسواق، مصادر، منظمات جديدة)؛ ومقاربة الازدواجية بين الفرد والقيمة، حيث يحدد الفرد طرق الإنتاج والقيمة، ويصبح مرتبطًا بمشروعه؛ ومقاربة الابتكار، التي تربط المقاول بالمخاطرة والاستثمار، ورؤية شومبيتر للابتكار كعامل أساسي في التنمية الاقتصادية. وخلاصةً، تُعرف المقاولاتية (أو الريادة) بأنها خلق قيمة عبر استغلال الفرص، وتتميز بالإبداع، والمخاطرة، والاستباقية. فقد تطوّر مفهومها بفضل أبحاث شومبيتر الذي أكد على أهمية استغلال الموارد واكتشاف الفرص، مع تعريفات أخرى للباحثين مثل Fayolle و Fillis & Rentshler التي أضافت أبعادًا أخرى للمفهوم.