أو العالمي إذ يعد نقطة إلتقاء كل العلوم من ايكولوجيا وإقتصاد وقانون وعلم النفس. وعلم الإجتماع هذا الأخير الذي بدأ يسهم في هذا المجال من خلال علم اجتماع البيئة ويرجع هذا الإهتمام إلى المشكلات البيئية التي ظهرت على مسرح الأحداث نتيجة للتقدم في ظهور مشكلاتها فمشكلة البيئة هي نتيجة لسلوكيات الإنسان السلبية واتجاهاته المعادية لها، فالتربية لم تعد مجرد تعليم الإنسان كيفية التعامل أو التكيف مع مجتمعه بل تعدى مفهومها إلى العناية بتكيف الإنسان مع بيئته الطبيعية. والجدير بالذكر أن الإهتمام المتزايد بموضوع البيئة قد تبلور لدى بعض الدول في جهود لكن سرعان ما تبين أن مسألة حماية البيئة والمحافظة عليها لا يمكن أن تتحقق عن طريق جهود علمية جادة تقوم على البحوث العلمية الميدانية والتخطيط السليم من أجل معالجة الاتجاهات ومن هنا اتجهت هذه الدول باهتمام بالغ نحو التربية البيئية يلتمسون منها المساهمة في إيجاد الحلول لهذه المشكلات البيئية مستعينين في ذلك بمؤسسات التنشئة الاجتماعية في عملية نشر التربية البيئية. فإذا كانت التربية البيئية هي عملية تهدف إلى اكتساب المعارف والمعلومات وتكوين الاتجاهات والمفاهيم والمهارات والقدرات وهذا من أجل فهم وتقدير العلاقة بين الإنسان وكل ما وبالتالي فلن يجد المجتمع أفضل من مؤسسات التنشئة الاجتماعية كأرض خصبة لتحقيق أهدافه، فهي عملية يتم بواسطتها إكساب الفرد ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه فيتم الإرتقاء بالفرد من كائن عضوي إلى كائن إجتماعي ولهذا تعتبر التنشئة الإجتماعية من أهم العمليات الإجتماعية والتي من خلالها ينتقل التراث الثقافي والإجتماعي تشجيع وتقوية بعض الأنماط السلوكية المرغوب فيها والتي تتوافق مع قيم المجتمع وحضارته، فالأسرة من المؤسسات الثابتة في المجتمع الإنساني وهي أول مؤسسة اجتماعية ينشأ فيها الطفل وتبنى فيها شخصيته الإجتماعية فهي المجال الأمثل للتنشئة الإجتماعية القاعدية وفيها يتعلم أساليب التعامل مع الآخرين ويكتسب العادات والتقاليد وقيم الأسرة والمجتمع. ورياض الأطفال هذه المؤسسة الإجتماعية المخصصة للإهتمام بالأطفال في مرحلة مبكرة جاءت نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية كخروج المرأة للعمل. ما يوصله إلى تحقيق ذاته وتفهم العلاقات مع غيره وهو أول السلم نحو بناء الإحساس بالإنتماء أما المسجد فبإعتباره مؤسسة اجتماعية فهو مركز ترابط الجماعة المسلمة وهو الخلية الأولى لبناء الأسرة وتكوين الجماعة لإقامة مجتمع إسلامي متكامل بوصفه أداة صهر للمسلمين بالإسلام في وحدة فكرية واحدة من خلال الأعمال التعبدية والأنشطة العلمية والإجتماعية اجتماعية فالمسجد ميدان تطبيقي لكل ما تعلمه المسلم فيه من آداب وقيم تربطه بالآخرين وتعتبر الكشافة من مؤسسات التنشئة الإجتماعية فهي مدرسة تعلم الإستقامة الشخصية والشعور بالمسؤولية والحس الإجتماعي والحس المدني فهي تساعد وتساند كل المؤسسات الإجتماعية لآداء واجبها على أكمل وجه ابتداء بالأسرة وانتهاء بالدولة. أما جماعة الرفاق فهي تنظيم اجتماعي تلقائي في غالب الأحيان ينشأ بدافع الحاجة الإجتماعية للفرد التي لم تشبع في الأوساط الإجتماعية الأخرى فتأتي تلبية لإشباع هذه الحاجات وغالبا ما يجد الفرد الراحة النفسية والشعور بالأمن والطمأنينة عندما يكون بين أقرانه بل وبهذا الشكل تؤدي جماعة الرفاق مجموعة من الوظائف نحو أفرادها. والتكنولوجي الذي حول العالم إلى قرية صغيرة كل هذا نابع أساسا عن درجة التصنيع والتقدم والتحديث فضلا عن ذلك فإن الإعلام يعد أداة تواصل بين المجتمع المحلي والعالم الخارجي ويشكل دورا هاما في إحداث التغير في السلوك والقيم وله تأثير كبير على الأفراد في المجتمع فهي تلك المؤسسة الإجتماعية التي أنشأها المجتمع في المجتمع فبالإضافة إلى أن المدرسة هي بيئة للتعلم ولتلقي المعارف والمعلومات والمهارات فهي تتيح للأطفال التجمع التلقائي بما يهيأ إعادة تكوين علاقات اجتماعية جديدة مبنية على أحاسيس ومشاعر وتطلعات وتشكل دوافع وأهداف مشتركة فهي تتمتع بكونها كيان اجتماعي الحسية والحركية المتعلقة بالتربية البيئية بالإضافة إلى تنمية السلوك الوجداني البيئي لدى التلاميذ وهذا بهدف تحقيق الدافعية لديهم لإكسابهم خبرة تعليمية واتجاهات وقيم خاصة بالمشكلات البيئية ومؤسسة التعليم الإبتدائي من أهم أقسامها ومراحلها في تعاملها مع فئة التلاميذ الصغار وهي فئة تمتاز بتعاملها مع الطفل وهو في مرحلة لها مميزاتها من النمو النفسي والفسيولوجي كان إيجاد جيل واع يتفاعل مع البيئة ولا يلوثها أو يدمرها مطلب انساني واجتماعي فإن ذلك يتطلب تضمين المناهج والبرامج الدراسية أنشطة تعليمية وتطبيقية في مجال التربية البيئية لتزود التلاميذ بالمعارف والمفاهيم والحقائق العلمية حول البيئة وتساعد على تكوين الإتجاهات البيئية ورجال الغد من خلال المناهج التي تعد وسيلة لمؤسسات التعليم في نشر الوعي البيئي. وبالإضافة إلى أهمية المناهج ودورها في نشر الوعي البيئي نجد أن الإدارة التي تعد تجاهها وتعمل على تنسيق جهود كافة الفاعلين فيها بغية تحقيق هذا الهدف، تعالج قضايا البيئة ومشكلاتها وجعل الوسط المدرسي ذو بعد بيئي يثري معارف التلاميذ حول البيئة وينعكس على سلوكياتهم واتجاهاتهم نحوها. فهو العامل الأساسي في نجاح التربية البيئية وتحقيق أهدافها، فهو مصدر التلاميذ في المعرفة وقدوتهم يقلدونه أثناء تفاعلهم مع بيئتهم بل مرشدهم وموجههم ومادام أن الأستاذ على هذه المسؤولية فإنه مطالب بأن يكون ملما بقضايا البيئة ومن كافة وعليه أن يلفت انتباه تلاميذه إلى المشاكل البيئية ويرشدهم إلى أنجع وأنسب الطرق وبذلك سيتشكل وعيا بيئيا حاضرا بالإضافة إلى كل هذا فإننا عند الحديث عن المادة العلمية يجب أن نتطرق إلى الكتاب المدرسي هذا الأخير الذي يعتبر من أهم مكونات المنهاج الذي لا غنى عنه في العملية التعليمية يشتمل الكتاب المدرسي على الحقائق الأساسية التي استقرت في مجالاتها لتكون ما يسمى بالرصيد المعرفي في مختلف المجالات بما في ذلك مجال التربية البيئية فهو مَعلَم تعليمي يضم بين ضفتيه المحددات العلمية والمعرفية اللازمة لكل من المعلم والتلميذ في إطار منهجي دراسي