مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي بدأت تتكون وتنضج، حيث حدث اختلاف بعد وفاة النبي على قراءة القرآن الكريم، مما أصبح من الضروري وضع أساسات لتنظيم القراءات، وكان الصحابة يجلسون أمام النبي قبل وفاته يسمعون تفسيره في شرح آيات من القرآن الكريم. كما نقل الصحابة التفسير لمن يأتي من بعدهم، وكان ذلك له أهميته الواضحة في إبراز العلوم الدينية، وهو ما أدى إلى ظهور المذهب المالكي وهو أول مذهب من مذاهب الفقه. أدى اختلاط الأعاجم بالعرب إلى فساد اللغة العربية قراءة وكتابة، مما جعل مجموعة من العرب قد عرفوا القواعد اللغوية للغة السريانية واللغة اليونانية إلى وضع قواعد اللغة العربية، وكان أول من أنشأ علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي. أدى معرفة العرب للعلوم الدخيلة التي عرفوها من خلال (اليونانيين – الهنود – الفرس) إلى البدء في وضع العلوم الشرعية والعمل على تطويرها، من مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي أن العقل المصري في العصر العباسي استفاد بشكل كبير من تطور العلوم الإسلامية وتفسير الفقه، نلاحظ ذلك في المناقشات التي تحدث بسبب الاختلاف في الآراء سواء في الدين أو السياسة.