خلق الله تعالى الإنسان مكوناً من الجسد والنفس وزوده بأمور تعطي له معنى أن يكون إنساناً وهي الروح بالإضافة إلى القدرة على التفكير، حيث كانت الروح المسؤولة عن منح الإنسان القدرة على التساؤل والتعجب من كل الظواهر التي تجري له وتمر عليه، والتي سببت له نوعاً من المواجع المختلفة وحيرت له عقله وصدعت رأسه، وهو ليس محصوراً على أمر معين من الأمور إنما يشمل كافة المجالات المختلفة والمتنوعة التي تغطي كافة مناحي الحياة المختلفة، وهو عملية مستمرة لا تتوقف عند حد معين بل إنها تبدأ بولادة لإنسان وتنتهي بوفاته، ومن يمتلك الرغبة الحقيقية على المعرفة ليس كالشخص الجاهل الذي لا يمتلك أدنى حس بهذه الأمور، والذي يشكل عالة على البشرية، فهو مستهلك فقط، وطلب العلم أيضاً هو دليل على انفتاحية الشخص وعدم انغلاقه أو تقوقعه على نفسه، بحيث يظنونه شخصاً انطوائياً إلا أنه قد يكون بمعنى أو بآخر اجتماعياً أكثر منهم، ومنفتحاً قابلاً لكل الآراء المخالفة على عكسهم هم، حيث أن القراءة حي البوابة التي يدخل الإنسان منها إلى عالم أوسع ليس ضيقاً كالعالم الذ يعيش فيه، فإن هذا الأمر سيريح طالب العلم كثيراً من أمور متعددة ومختلفة ومتنوعة. فهناك قاعدة عامة تقول " ليس الخبر كالعيان ". إذا حصل الإنسان على العلم فإنه حتماً سيصبح إنساناً ذا روح عظيمة.