أما حكاية مثل: “اللي ما يعرف الصقر يشويه”، فقيل إنه في غابر الأزمان كان لدى رجل صقر غالٍ وعزيز عليه، فعليه كان يعتمد في صيد الحبارى التي يبيعها أو يأكل منها هو وأسرته، وفي يوم كثيف الغيوم لا يناسب الصيد أطلق الرجل صقره سعيًا وراء الرزق، ولكن الصقر على غير عادته تأخر ولم يعد، فظل الرجل ينتظر وينتظر لكن دون فائدة، فأخذ يجوب المكان بحثًا عنه، وبينما هو سائر وجد راعيًا عند إبله، فقال له الراعي: إنه رأى طيرين يتقاتلان أسفل الشجرة، فقرعهما بعصاه وذبحهما، وها هما على النار ينتظر نضجهما. بُهت صاحب الصقر حين سمع أن صقره الطير الجارح أضحى مشويًا على النار، وما كان منه إلا أن صاح في الراعي قائلًا: ما الذي فعلته؟ أتطبخ الصقر؟ ويحك إنه لا يؤكل؟ أما الراعي فقال: صقر أو غيره كلها طيور، فقال الرجل: “اللي ما يعرف الصقر يشويه”، وهكذا راحت مقولته مثلًا يُتمثل به في الكثير من المواقف، أي من لا يقدر قيمة الصقر ولا يعرفه يفعل به أي شيء، وهكذا الحال مع كل الأشياء القيمة لدينا، فمن لا يعرف قيمتها ومدى أهميتها بالنسبة لنا يهدرها ويفرط فيها.