المحاضرة الثامنة تتناول المقاومة الشعبية في السودان من زاويتين: الأولى، شخصية "المهدي المنتظر" كزعيم ثورة اندلعت في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية متردية. وظُفِفَ الجانب الديني لجذب "الدراويش" وغيرهم، مما أعطى الثورة زخماً. ساهم خطاب المهدي في كسب أنصار وتعزيز الوعي الروحي للجهاد ضد العدو الأجنبي. أما الزاوية الثانية، فتتناول أسباب الثورة، متفقاً على أن تراكم الفساد الإداري خلق بيئة خصبة لانطلاقها، مستغلاً حالة اليأس الشعبي. وتُغطي المحاضرة مراحل الثورة: المرحلة الأولى، موجهة ضد نظام الحكم، بدأت بتأسيس معسكر المهدي بكردفان عام 1881، وتصدّي أنصاره للحملات الحكومية، كحملة يوسف باشا. أما المرحلة الثانية، فشهدت حملات عسكرية بريطانية بعد احتلال مصر، كحملة هيكس، إلا أن شعبية المهدي أدت إلى اقتحام الخرطوم عام 1884، وحصار غوردون. انتهت هذه المرحلة بوفاة المهدي المبكرة، مما أدى إلى خلافات داخلية بين الثوار، وفقدان زخم الثورة.