كان سالم بن عبد الله يصادف سلام و د عامور في طرقات القرية، وبوجود شيء غريب في وجهه وعينيه يلفت انتباهه، ضحكت كاذية بنت غانم من كلامه وأخبرته بأن الرجل يُسمّى الوعري، ولا علاج لأم الصبيان إلا بالقراءة وتعليق الحروز، فلجأت أمّ سلام إلى الشايب سويدان بن حسين فقرأ لها في فنجان به ماء أصفر وطلب منها أن تسقيه ولدها، ولكن طفلها ظل يهذي والحمى تشتد به، فعادت إلى الشايب سويدان وقد حملت طفلها على كتفيها. ولدي بتشله مربيته، فقد صَحَتْ في تلك الليلة ذاتها على صوت أنفاسه وهي وطوال شهر كامل ظلّت الحمى تخص الوعري وتسيله عرقا ورجفة، ولم ينفع معه دواء أو تميمة ، وقالت له: تملأ وجهه : فقدمت له أمه فطورًا أكله كله، وما هي إلا لحظات حتى أتى عليه كله. ثم أكل الأرز، واختفى في بطنه مخزون البيت من الطحين والحبوب وهو يأكل ويأكل حتى نفد كل شيء، فارتعبت وقامت وأوصالها ترتعش، ثمّ تسترق نظرة نحوه فتخيفها عيناه. وما إن سقط على الأرض حتى أمسكت بدشداشته و رفعته ثمّ هزّته بقوة حتى كادت مفاصله تتفكك. وأن هذا الذي في بيتها ولد غريب. توقفت عن إطعامه، ويلجأ إلى الظلال فيندس فيها مختفيا عن أترابه من الأطفال الذين كانوا يركضون خلفه باستمرار، ويشدونه من شعره ويرمونه بالحجارة ويصرخون عليه ود الجن. جاء إلى الحارة واجتمع بالجيران ونصحهم بأن يمنعوا أطفالهم من التعرض للطفل يمكن الولد تغيرت حواجبه. أو يمكن صابته مضرة من حسد، قلبي يقول إنه مسروق، وأن هذا ولد غريب. ومبغاي منش ما تحبي ولدش؟ فخرجت منيرة ووعدتها بالعودة القريبة، ها لله هالله بأمك. يقال إن صبيحة بنت حمدان بينما كانت ذات يوم تغسل طفلها في ماء الفلج صادفت رجلًا طاعنا في السن لا تعرفه، لكنه سرعان ما توقف فجأة وقال: ثم قالت إحداهن: فلم تزد في إجابتها عن كلمتين: سلام غاب. ثم تمتم مستوثقا : من هذا الولد ؟ فطفقت تصرخ وهي تشير إلى سلام ثم قامت فأمسكت بيد الطفل وسحبته لتخرجه من البيت روح عند أهلك، وما أفلتت يده إلا لتقبض كانت تضغط بكل قوة والولد يختنق وعيناه تجحظان، وهو يرى الدم ينز من رأسها المشجوج: وقف عامور ممسكًا بندقيته ينظر إلى جسد زوجته المطروح على الأرض، وإلى ولده الذي لم يكف عن مناداة أمه والبكاء عليها، فيأكل ثم يترك الأواني عند مدخل البيت، حياء: وليش ما تزوجتيه ؟ - أنا أتزوج الوعري؟ تريد الناس يقولوا ما تزوجت طول عمرها وما بغت غير الوعري؟