وحالوا بينه وبين النَّاس. • ففي رمضان تمَّ القضاءُ على المجوسيَّة في "موقعة القادسيَّة"، بين المسلمين الَّذين كان عددُهم 30 ألفًا، والمجوس الَّذين كان عددُهم 120 ألفًا، بعد أن نقضوا عهد الذِّمَّة مع المسلمين. • وفي رمضان استردَّ المسلمون بيت المقْدس، • وفي رمضان فُتِحَت الأندلس على يد طارق بن زياد. وقعت "معركة بدر" الَّتي خرج فيها المشْركون - كما قال تعالى -: ﴿ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 47]، وتسمعَ بنا العرب وبِمسيرنا وجمْعِنا، أو تفْجيرات إرهابيَّة بلا مسوغ، دين التَّسامُح والرَّحمة، هذه الخِصال الَّتي لا مناص للنَّاس من أن يقبلوها ويفرحوا بها، فإن عارضوها وحاربوها، فلا بدَّ حينئذٍ من المواجهة؛ قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]. وَالخَلْقُ يَفْتِكُ أَقْوَاهُمْ بِأَضْعَفِهِمْ وكانت غزوات النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - رحمةً للأمَّة، قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193]. وقد عبَّر عن هذا الهدف رِبعي بن عامر حين سألَه رستم: "ما جاء بكم؟" قال: "الله جاء بِنا، ومِن جَور الأدْيان إلى عدْل الإسلام". • وذهب الإمام مالكٌ والإمام أبو حنيفة إلى عدَم مقاتلة الأعْمى، قال البيضاوي: كان - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُؤتى بالأسير، وقد تمثَّل هذا المبدأَ العظيم القائدُ المسلم صلاح الدين الأيوبي، وكذلك اليتامى والمقعدين، بحيث وجدْناه يفتدي وحْدَه عشرة آلاف شخصٍ، وأطْلق أخوه - الملقَّب بالملك العادل - سراح سبعة آلاف شخص. فقد سمح لهم بأن يَسكنوا فيها ولا يَخرجوا، إذا طلب الأعداء السلم والتزموا بموجباته وهم في بلادِهم، فيُوقفوا الحرْب تلبيةً لرغْبتهم السِّلْمية؛ الخطبة الثانية أمَّا بخصوص حروب الكفَّار المعاصرة،