حكم العمل في جماعة و واجبات عَمَلية لمَن التحق بدعوتنا من الأدلة على وجوب العمل في جماعة, ليتسنى للمرء القيام بفر يضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قول الله عزوجل: }واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وأبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عن ابن مسعود أنه قال: هو الجماعة. قال القرطبى: )والمعنى متقارب متداخل فإن الله تعالى يأمر بالألفة, والجماعة نجاة( ورحم الله ابن المبارك حيث قال: إن الجماعة حبل الله فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دانا قال الجصاص: )هو أمر بالإجتماع, ونهي عن الفرقة الذي أمروا جميعا بلزومه والإجتماع عليه( }وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب. والتعاون على المآثم والمحارم( وقال ابن جرير: )وليعن بعضكم بعضا أيها المؤمنون على البر, ولكل ضعيف مستضعف؟ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الفرائض التي ي تقرب بها إلى الله. فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون, "أصبت"، وكساني حلة( ومن لم ينه عنه, فر يضة بإجماع المسلمين والأمة المسلمة التي تعيش في إطار المجتمع المسلم الخاضع لشرع الله ومنهاجه - وإلا كانت الأمة كلها آثمة. ولقد اتفق الفقهاء أنه إذ اغتصب شبر من أراضي المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم، ولو أتى على أموالهم جميعا، فكيف إذا اغتصب دين الله وأز يل من الوجود والشهود؟! والمقصود الأكبر من فائدة بعث الرسل, وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى، والقدرة المشترطة هنا؛ قال ابن عطية: )والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه, وأمن الضرر على نفسه, فلقد استحقوا اللعنة بالعصيان والإعتداء, وهذا الذي فسره قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن مسعود قال: قال صلى الله عليه وسلم: )لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي، وقد رأينا في قصة أصحاب السبت؛ ولـكن من رضي وتابع. وكان شديد البذل لنفسه في طاعة الله, فيسألني عنه ولا يرضاه ولا يذوقه, فسألني عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولـكن إن وجد عليه أعوانا صالحـين ورجلا يرأس عليهم مأمونا على دين الله ؛ كلما قدم علي تقاضاني, وعرض نفسه للقتل, فكلمه بكلام غليظ, ثم قال: "ما أجد شيئا أقوم به لله تعالى أفضل من جهادك, ولأجاهدنك بلساني, فلا بد من قيادة صالحة مأمونة على دين الله وجند صالحـين صادقين. فيجب بكل حال, أن تكون محبة الإنسان للمعروف وبغضه للمنكر, وإرادته لهذا, فينبغي أن تكون كاملة جازمة, لا يوجب نقص ذلك إلا نقص الإيمان, وفعل العبد معها بحسب قدرته, قال: )وما هما(?، وحراس شر يعته التي نزلت رحمة للعالمين إلى يوم الدين, وٺتبصر الواجب الذي ألقاه الله على كاهلها, مستأمنة على دين الله. }فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. (٤ الجوارح؛ وعدالة الأمة ثابتة في كل عصر, "أريد أن أعتزل الجماعة حتى أربي نفسي ثم أعمل مع الجماعة!" ونحن نقول لهم: ب( إن التربية لا تتم إلا من خلال الحركة بهذا الدين, وتقصيره في حق نفسه لا يسوغ له تقصيره في هذه الفر يضة, فأي منطق هذا أن يقال للمصلي الذي لا تلتزم زوجته اللباس الشرعي؛ وعليه فرض في دينه أن ينبه غيره على ما يجهله من طاعة أو معصية. وقال حذاق أهل العالم: )ليس من شرط الناهي أن يكون سليما عن معصية، بل ينهى العصاة بعضهم بعضا( وذمهم على ترك التناهي. إلا قوم من الحشو وجهال أصحاب الحديث)) فقام فحمد الله, وإعجاب كل ذي رأي برأيه؛ فعليك بخاصة نفسك, ودع العوام، الذي هو أصل الدين وخلافة المسلمين( ألا ترى أن تركه للصلاة لا يُسقط عنه فرض الصوم وسائر العبادات, إن المؤمن ليقف واجما إزاء فتاوى الفقهاء التي تضع هذا الركن في مكانه الصحيح من الإسلام, وتضيع البلاد, وإزالته باليد تكون على وجوه. كمن رأى رجلا قصده أو قصد غيره بقتله, وعلم أنه لا ينتهي إن أنكره بالقول, فعليه أن يقتله فرضا عليه، فإن لم يستطع فينكر بلسانه( وعلى هذا فليس خرق النظام في المجتمع المسلم عمل سهل، فيجد الأيادي التي تربت عليها. وتعدي حدود الله؛ ويسود الطغاة, بحيث لو سمح لواحد أن يعيث فيه فسادا فإن المجتمع كله يتعرض للإنهيار والدمار. قول الله عزوجل: }إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. إلآ أن القاعدة الأصولية؛ فلفظ الآية عام في كل من كتم دين الله وكتابه وشرعته. لا يحركون ساكنا، ولا ينهون عن منكر؛ أن يعلموا مصيرهم الذي ينتظرهم عند خالقهم الذي لا يكلمهم ولا يزكيهم وأعدلهم عذابا أليما. إلا أن المفسرين يرون أنها عامة لهم ولغيرهم, والقرآن أشرف الـكتب. فمن علم شيئا فليعلمه, حُكي أن الحجاج أرسل إلى الحسن وقال: ما الذي بلغني عنك? فقال: )ما كل الذي بلغك عني قلته، قال: أنت الذي قلت إن النفاق كان مقموعا فأصبح قد تعمم وتقلد سيفا؟ فقال: )نعم( , فقال: وما الذي حملك على هذا ونحن نكرهه? قال: )لأن الله أخذ مثياق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه( وعلى هذا فهذه الآية وما قبلها موجبة لإظهار علوم الدين وتبينه للناس، إذا بين ما علمه الله إياه من الهدى, وينسق بين أعمالهم حتى تؤتي ثمارها. أن يحذروا, ومعنى القائم في حدود الله: الذب عن المحارم الواقع فيها: مرتكبها حدود الله ما نهي الله عنه, ولو فكرت الدعوة في مراحلها الأولى أن تعتزل المجتمع الجاهلي, بل بقي يبلغ الدعوة و يصلي صلاته في فناء الـكعبة التي يحيط بها وبداخلها ٣٦٠ صنما. لـكن على الداعية وهو يخوض معركته مع الجاهلية؛ ويشعر تجاه الناس الذي يؤذونه بالشفقة والرحمة, والفرار منه؛ وأنا قائم أنظر, لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي جوير ية، وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا، وشيبة بن ربيعة, 8-دعائم الداعية: -٢ الرفق ، وعن مسلم عن المغيرة مرفوعا: )من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين( قال عمر بن عبد العزيز )من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح. وعن معاذ: )العلم إمام العمل, والعمل تابعه، موافقا للسنة. وهذا معنى قوله تعالى: }ليبلوكم أيكم أحسن عملا{ - كما قال الفضيل بن عياض - وهو كذلك معنى الآية: }ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا. وهو معنى دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )اللهم اجعل عملي كله صالحا، وعن الحسن البصري: )لا يصلح قول وعمل إلا بنية, ففي صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )من يحرم الرفق يحرم الخـير( . وروى مسلم بإسناده عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: )إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه, دخلت إلى القلوب فهزتها, وصدق الله العظيم: }فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ثالثا؛