بعد أن ذهب أخي الى المدرسة، فاشترت أمي منها بالكيلة عدة أوقيّات صبّتها البائعة في الطنجرة . لأن أمي تقول أن لا قدرة لها على شراء الحليب إلاّ في المناسبات وعند الضرورات . وبين صعودي إلى الطابق العلوي لأقول للراهب يوسف ((صباح الخير))، وبين نزولي لأرى كيف يجري طبخ الهيطلية ، ريثما تذهب مع جدتي إلى السوق لشراء الخضرة . حتى تطلّعت إلى الأكلة البيضاء الشهية بحرقة، فلأخرج الى الحارة. عند باب الدكان المقابل، وقال لهما صديقي: ((أمه طبخت اليوم هيطلية. قال أحدهم: ((كذاب!)) قلت: ((أنت كذاب.