يتم إدراك أهمية الثقافة المالية من خلال التطورات الجارية في مجال الخدمات و المنتجات المالية و ما تحتمه هذه التطورات من ضرورة التثقيف المالي للأفراد من اجل اتخاذ القرارات المالية الصحيحة والمفاضلة بين الخيارات المالية المتاحة، مما يضمن الرفاهية الاقتصادية للفرد والمجتمع ككل، 25) في ظل تحرير ورفع القيود عن السوق المالي وتطور وسائل الإعلام والاتصال. وأن معرفة وفهم هذه الابتكارات هو أمر ضروري بالنسبة للمستهلكين، من اجل معرفة وتحديد الفوائد والمزايا وكذا التكاليف والمخاطر المرتبطة بهذه الابتكارات. وجعلها أكثر تحررا، حيث رفعت القيود على المستهلكين والمستثمرين الأجانب من اجل زيادة التدفقات المالية والاستثمارات الأجنبية في الأسواق المحلية، وذلك من اجل زيادة معدلات النمو الاقتصادي للبلد. إن نقص الخبرة والمعارف حول كيفية عمل هذه الأسواق المالية، وعدم امتلاك الأفراد لوعي كاف حول المزايا والفرص التي تقدمها هذه الأسواق المالية الحديثة، ويفضلون الطرق والوسائل التقليدية لاستثمار أموالهم، وينتج عن هذا عدم قدرة الأفراد على استغلال الفرص والفوائد التي تمنحها المؤسسات المالية الحديثة، سواء المتعلقة بالخدمات أو المنتجات المالية. يعني وجود إزعاج وحيرة لدى شخص عادي عند اتخاذه للقرارات المالية، أو بسبب المؤسسات المالية التي تقدم منتجات مالية معقدة، ولكن هي أيضا بسبب عدم قدرة الأفراد على إدراك ووعي أهمية الإحاطة بالمفاهيم المالية الحديثة، وعدم العمل على زيادة التثقيف المالي في هذا المجال، فالمنتجات المالية كانت تقسم في الأساس إلى صنفين الادخار والاقتراض، فالادخار ينأتى من المكاسب المالية الحالية والخدمات المرافقة للائتمان، أما الاقتراض فهو من أجل مواجهة الظروف الحالية بالاعتماد على المكاسب المستقبلية، مدة العقد المخاطر، الخ. حيث أنها تتطلب استثمار على المدى المتوسط والطويل مع تحمل المخاطر المرافقة لها، حيث يكون هناك أيضا وقت كبير بين الاستثمار الذي تم إجراؤه والعائد المنتظر، أن فهم المزايا المتعددة لهذه المنتجات والخدمات المالية، ويتطلب البحث عن حجم أكبر من المعلومات لإجراء المقارنة عبر العديد من العوامل التي تجعل اتخاذ القرار أكثر تعقيدا وجد متأخر. الخ، هذه القرارات لا تتعلق فقط بالفرد المتخذ للقرار وانما كذلك بالأسرة التي يدنمى إليها. وبالتالي وجود حاجة أكبر للتخطيط المالي، والتأمين الموسع على الحياة وزيادة النفقات المتعلقة بالرعاية الصحية، فمنذ العقد الماضي كان هناك انتشار واسع لتحويل المخاطر من الحكومات والمستخدمين إلى الأفراد وبعضها قام بتخفيض المنافع الصحية الممنوحة للأفراد. فقد حلت خطط المعاشات التقاعدية محددة المساهمة محل خطط المعاشات التقاعدية محددة المزايا، حيث حولت المسؤولية إلى العمال لتوفير أمنهم المالي بعد التقاعد، وقد أظهرت العديد من الإحصائيات أن العديد من العمال لا يدركون الخطر الذي يجب عليهم مواجهته الآن ولا يملكون المعارف الكافية والمهارات الأزمة لتسيير هذه المخاطر. بل المسؤولية أصبحت على عاتق الفرد، كالمواقف اتجاه المخاطر، والمكاسب الحالية والمستقبلية المتوقعة والتغيرات الطارئة في الأحداث الشخصية والاقتصادية. - التغيرات التكنولوجية والابتكارات السوقية : إن التطورات التكنولوجية حولت وغيرت كل جانب من جوانب سير العملية التسويقية وتوزيع الخدمات والمنتجات المالية. مكن مقدمي الخدمات المالية من تسويق المنتجات المالية، فهذه الاتصالات والابتكارات التكنولوجية زادت في كمية المعلومات المتاحة للعميل،