رسالة النبي الى هرقل 272 -277 رسالة النبي عليه الصلاة والسلام هي من أشهر الرسائل التي أرسلت الى الملوك لدعوتهم وقومهم الى الإسلام. فطين وكان جميل الصورة وهو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه. امره الرسول ان يرسل الرسالة الى والي/عظيم بصرى (بصرى منطقة في سوريا كانت تحت حكم الروم في ذلك الوقت) ليرسلها الى هرقل. وصل الكتاب الى القيصر فقال: "ابحثوا عن أحد من قومه (النبي عليه الصلاة والسلام) لكي نسأل عنه. قال ابن عباس ان أبو سفيان بن حرب كان بالشام مع تجار من قريش في وقت الهدنة التي كانت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين كفار قريش، وقال أبو سفيان: "فأتانا رسول قيصر، فأنطلق بنا حتى قدمنا ايلياء (منطقة في فلسطين كانت تحت حكم الروم) فأدخلنا عليه، فاذا هو جالس في مجلس ملكه عليه التاج وحوله عظماء الروم" (الوزراء، الرومان من العائلات الراقية ومن المراتب الكبيرة في المملكة). قال قيصر للمترجم: "اسألهم ايهم أقرب نسبا بهذا الذي يزعم انه نبي؟" فقال له أبو سفيان بأنه هو أقرب له نسبا وليس هناك أحد غيره من بني عبد مناف من الموجودين. فقال له قيصر ان يتقدم الى الامام ويجعل أصحابه التجار خلفه، وقال للمترجم ان يخبر التجار بأنه قدم أبو سفيان وجعلهم خلفه ليسأله عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد جعلهم في الخلف ليردوا اذ كان أبو سفيان يكذب ام يقول الحق. (كان هذا قبل دخوله الى الإسلام). قال للمترجم: قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب (معروف نسبه) قال أبو سفيان: لا قال أبو سفيان: لا قال (هرقل): هل كان من ابائه ملك؟ قال أبو سفيان: لا قال أبو سفيان: بل ضعفائهم قال (هرقل): هل يزيدون ام ينقصون؟ قال (هرقل): فهل يرتد أحد منهم عن دينه بعد ان دخلوا فيه؟ قال (هرقل): فهل يغدر؟ (الخيانة) قال (هرقل): فهل قاتلتموه؟ قال أبو سفيان: نعم قال (هرقل): فيكف حربكم وحربه؟ قال أبو سفيان: دول وسجال (تبدأ وتتوقف لفترات) أجاب أبو سفيان: يأمرنا ان نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة. فقال (هرقل) للمترجم: قل له (لأبو سفيان) إني سألتك عنه نسبه فقلت لي بأنه فيكم ذو نسب، والرسل تبعث من نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله فأجبتني لا، فلو كان أحد منكم قائل هذا القول من قبله لقلت: رجل يقتدي بقول قيل قبله. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقلت لا، فقد عرفت انه لم يكذب على الناس ولا على الله. وسألتك هل كان من ابائه ملك؟ فقلت لا، وسألتك هل أشرف الناس يتبعونه ام ضعفائهم؟ فقلت، وسألتك هل يزيدون ام ينقصون؟ فقلت، بل يزيدون وهذا دليل على الايمان التام. وسألتك فهل يرتد أحد منهم عن دينه بعد ان دخلوا فيه؟ فأجبت لا، وكذلك الايمان عندما يخالط بشاشة (الفرح، الانبساط) القلوب لا يسخطه أحد. (عندما الايمان يتواجد ويريح ويسعد القلوب لا يشعر من امن بعدم الرضا والسعادة). وسألتك فهل قاتلتموه؟ فأجبت نعم، وان الحرب بينكم دول وسجال، تبدأ وتتوقف لفترات وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة (الجزاء بالخير). وسألتك فما يأمركم به؟ فأجبت بأنه يأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة. وهو نبي وكنت اعلم بأنه خارج، ولكن لم اعتقد بأنه سيظهر منكم/فيكم، وان ما قيل عنه لي حقا فيوشك ان يملك موضع قدمي هاتين (سيصبح للنبي عليه الصلاة والسلام الملك) ولو اعلم أني أخلص اليه (اتبعه ودينه؟) لتجشمت للقيه (لتكلفت وارتكبت المشقة لأصل اليه)، ولو كنت عنده لغسلت قدميه. فأكمل أبو سفيان: ثم امر بأن يقرء كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ، (بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فاني أدعوك بدعاية الإسلام، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فان عليك اثم الأريسيين، قال أبو سفيان: فلما انتهى من القراءة، علت أصوات الموجودين وكثر كلامهم فلا أدري ما قالوا، فلما خرجت أنا وأصحابي قلت لهم: عظم أمر أبن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه! (أبي كبشة هو النبي صلى الله عليه وسلم ويقال بأن أبي كبشة هو جد الرسول من أمه وبعضهم يقول من بيت مرضعته. وأكمل أبو سفيان: فوالله ما زلت أعيش حياة المذلة وكان فيني يقين ان الإسلام سيقوى وسيظهر وينتشر حتى اهتديت ودخلت الإسلام. واتبع البخاري هذه الرواية ان هرقل أمر بالقساوسة فاجتمعوا في القصر، ثم اطلع على الشعب فقال: يا معشر الروم، فأتبعوا هذا النبي؟ ففروا كحمير الحوش الى الأبواب، (يعني اجعلوهم يستمعوا الي) وقال: إني قلت مقالتي سبقاً أختبر بها شدتكم على دينكم،