انتقل الشعر في العصر العباسي من البداوة الى الحضارة نتيجة اختلاط العرب بالعجم فتأثروا بحضارات عديدة فأصبحت الفاظ الشعراء سهلة لينة وظهر التجدد اللفظي والمعنوي وكان ابو تمام والمتنبي والبحتري من الثلاثة الذين كانوا اشهر عصرهم وقد قيل لابي العلاء المعري اي الثلاثة اشهر فقال المتنبي وابو تمام حكيمان اما الشاعر فالبحتري لقد برز ابو تمام في ظرف مميز وهو حركة الترجمة الواسعة لعلوم الاوائل من اليونان والفرس والهنود فتشبع بكل هذه العلوم وهذه الثقافات حتى اتسع خياله فاستكثر الحكم في شعره فكان شعره يعلب عليه العقل والمنطق والحكمة واتسم بالقدرة على اختصار المعنى في عبارات قليلة، مع تنوع الأساليب البلاغية والبديع فيه. السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب وكان قادرا على ترتيب الافكار وتوضيحها اضافة الى قوة الفاظه وبعده على المحسنات البديعية وقد قال في مدح سيف الدولة قصيدة يستهلها ب اما البحتري فكان شعره كله بديع المعنى حسن الديباجة سهل الاسلوب لذلك اعتبره كثير من الادباء الشاعر الحقيقي فقد احسن اختيار الالفاظ التي لا يتخللها التعقيد والغرابة وقد شغل وصفه مواضيع عديدة كوصف الربيع الطبيعة ومظاهر العمران وقد قال في وصفه ايوان الكسرى صنت نفسي عما يدنس نقسي وترفعت عن جدا كل جبس