أحداثها وقعت في سلطنة عمان احداثها وقعت في عهد وقد نظم الشيخ السالمي يعزف بحركتها لحن المرح والسعاده . فترقص به فرحة غير مبالية بمن مر ومن وصديقات مقربات. مرت الساعات تلو الساعات والمرح لا ينضب من القلب البريء إلى أن مر بجوارها رجل طاعن في السن وجهه يوحي وكأنه في صراع مع الزمن أو وقفت الفتاة تنظر برهبه وقد سكت كل شي في جوانحها وآثر الخلخال أن يترك للصمت دوره ويتوقف عن العزف، مرّ العجوز ونظر الفتاة مواجه إلى عينيه الثاقبتين مسلوبة الاراده عاجزة عن الحركه . مرّ الرجل واختفى بعيداً ولكن طفلتنا لم تعد على ما كانت عليه من اللهو والمرح فجأة أحست بتدافع الناس حولها والكل في صراخ وبكاء . هالها أن ترى أمها تبكي علقماّ مراً وهي تراها . ألجمها الشي الخفي هالها اذ ترى أهلها ينزعون ملابسها ويغسلونها ومن ثم يعطرون جسدها كله وبعد ذلك لفوّا عليها كفناً وقفلوا عليها الحزام فلم در على رؤية شيء وبقيت منصطة لما يدور حولها مشوا بها في جنازة ساكنة سكون الكون إلاّ من تسبيح الله وذكره . المتوفى فأخبروه فطلب النظر اليها فسمحوا له. فطلبت منه العون فدلّها أن تضع قطعة من الزئبق على يدها ففعلت . والظلمة الأشد فجأة فعرفت أنها بداخل القبر مرّ الوقت طويلاً على الفتاة وهي لا تقوى على الحراك وفجأة احست بصوت فأكثر. فإذا بها تحسّ بيد تنتشلها وترفعها للأعلى وتحاول أن تفتح كفنها . ولكن انقلب شعور الفتاة الى العكس عندما رأت أن الرجل العجوز الذي كان قد مرّ عليها قبل أن يصير ما قد صار هو نفس الرجل بعينه ولكن الرجل سرعان بقيت طوال الليل على الجميع . واخيراً بزغ الفجر وما هو إلاّ يسير حتي أشرقت الشمس واحست الطفلة بالدفء صار الصوت واضحاً فهو قطيع من الغنم ومعه لم تبد الطفلة اي حركه لتكون خادمة له ولزوجته العاقر . سنيناً طوال عاشت الفتاة فيها بين تلك العائلة البدويه ولا تذكر من ماضيها إلا النذر اليسير إلى أن مرض البدوي بكت الفتاة أشد البكاء وعاشت في حيرة من أمرها. وهي لا تدري أيهما تدخل . كذلك اذ بصبي اصغر منها سناً يقبل ناحيتها ويحييها ويمعن النظر فيها فشعرت بالخوف فأحست بالخوف منهم . ولكن بينهم شيخ كبير استدرك قائلا من انتِ يافتاه فلم تجب واحسوا بأنها خائفة منهم . فحكت لها قصتها منذ ونيف . واخبرت الرجال فدهشوا كان هؤلاء القوم هم قومها وقد عثروا على قبر الفتاه مفتوحاً وهي ليست به فدهشو لما رأوا وهالهم الوضع ولم ينسوا إلى يومهم ذاك . وطلب من اعوانه ان يضعوا امها بين حشد من النساء . فإذا تعرفت البنت الى امها فهي صادقه وإن لم يكن كذلك ففي الامر شيء آخر . ولم يكن ذلك الصبي الذي لقيته عند العين إلاّ اخاها الصغير كان فطناً ولم ينس ملامح اخته فسبحان الله في