وأخيرا حصل على شهادة الباكلوريا، وواجه اليأس وواجه لحظات عديدة، مشكلته فقط أن الحظ لم يحالفه. ويبتسم عندما يستحضر ما قام به أحد زملاء عندما وضع سكينا على طاولة الامتحان، وعندما استفسرت المراقبة عن ذلك أجابها بأن الأمر لا يتعلق بسكين بل بمسطرة فقط، يستعين بها في وضع الخطوط، فلم تملك المسكينة إلا الانسحاب والإفلات بجلدها. ونجح في امتحان الباكلوريا. أحس أن أبواب السماء قد فتحت. وفتحت معها أبواب الدراسات العليا بالمعاهد والكليات، فالهندسة أيضا مهنة يحترمها الجميع، ودور المهندس في المجتمع مهم، فالمحامي رجل مهم أيضا، وشهادة الباكلوريا بجيبه جواز سفر. وباسم الله مجراها ومرساها. تسلح بنسخ عديدة من شهادة الباكلوريا. ملف ثقيل مكتمل يشفع له بولوج الكلية التي ارتضاها حلمه. امتطى شهادته كبساط الريح. وطار بها محلقا ينشد الهبوط في المكان المناسب. حط به التجوال بمدرج الكلية الأولى. فإذا به يكتشف وجوها كالحة أضناها طول الانتظار. بها شهادة تشبه شهادته. ينتظرون فتح الأبواب. وبعد مدة أتى دوره. أوْ لم يكن بمقدوره أن يتوفر عليها. وارتأى أن يحلق من جديد ليحط بمعهد آخر. ثم أعادوا له الملف والأسف على وجوههم