نظرية المعرفة عند ابن رشد ولم يقتصر الأمر على فن من الفنون ، او نوع من العلوم بل لقد كانت المعرفة مستخدمة بجميع أصناف العلوم والفنون وقد . ويظهر من نظرية أرسطو فيس المعرفة أن العالم كله الحس والعقل وما بعدهها جميعها هي ماده او موضوع للمعرفة ، فهو الذي يقدر على إدراك الأشياء بحقائقها أو عللها الاولى . ابن خلدون خلاصه راى ارسطو في المعرفة : _ ان الوجود كله الحس منه وما وراء الحس تدرك ذواته واحواله باسبابها وعللها بانظار الفكرية والاقسية العقلية ، ولكل حاسة أهمية خاصة إذا أن محسوس كل حاسة منها سيتحول فيما بعد الى معقوله ولذا فمن فقد حاسة ما فقد فقد معقولها . وهذه المجرده من المحسوسات تسمى المعقولات الاوائل ثم يجرد من تلك المعاني الكلية اذا كانت مشنركة مع معاني اخرى وقد تميزت عنها في الذهن فتجرد منها معاني اخرى وهي التي اشتركت بها ثم تجرد ثانيا إن شاركها غيرها وثالثا الى ان ينتهي الامر في التجديد الى المعاني البسيطة الكلية وهذه المجردات كلها من غير المحسوسات هي من حيث تأليف بعضها مع بعض لتحصيل تصور الوجود اما فلا بد للذهن من اضافة بعضها الى بعض الى بعض ونقي بعضها من بعض بالبرهان العقلي اليقيني فيحصل تصور الوجود تصورا صحيحا مطابقا اذ كان ذلك بقانون صحيح هو المنطق . وقد ظهر من خلال الدراسة والبحث بعض المفكرين العرب الذين ساهموا في إغناء وتعميق الفكر اليونايي وبخاصة أرسطو ولقد تجاوزه في ارائه بعضهم . ومن ابرز هؤلاء : أبو نصر الفارابي وأبو علي بن سينا في المشرق وأبو بكر بن الصائع والقاضي أبو الوليد بن رشد بالاندلس وقد اختلف المفسرون العرب في فهم أرسطو فمنهم من فهمه وحوله لكي يتلام مع افكاره المستجدة واخيراً تجاوزه كابن سينا . الفصل الاؤل ويظهر ذلك من خلال التطور الفكري المعرفي الذي مر به ابن رشد فقد رأينا أن المجتمع العربي الاندلسي كان مهدداً من كل جانب مهدد من الخارج من الافرنج ومهدد من الداخل من بعض الحكام المتعصبين والجهلاء مما ساهم ذلك في كثرة الفتن الداخلية وأظهر القلق السياسي والفكري ، وقاد ذلك كله الى ايجاد ارضية صلبة نمت عليها الافكار وقد خلد التاريخ فيها بعض المفكرين الا فذاذ من قبل ابن رشد أمثال ابن باجة وابن رهز وابن طفيل وغيرهم . لقد تتبعنا في هذا الفصل لسير التطور الفكري : الشخصي والاجتماعي لفيلسوفنا من خلال ما رأيناه في الظروف العامة التي أحاطت به ،