تُعتبر النسبية اللغوية من المناهج التقليدية، إذ تعتمد على معطيات علمية قد تُهمل جوانب من الدراسة، وتُعرف بأساسها التاريخي الذي يتتبع تطور الكلمة عبر الزمن، مُقتفياً أثر التغيرات الفونولوجية، النحوية، المعجمية، والدلالية في لغة واحدة عبر الزمن. أما المنهج المقارن، فيُطبق على لغاتٍ من أصل واحد، مُتتبّعاً تطوراتها المنفصلة. يُعنى المنهج الوصفي بدراسة اللغة في وضعها الحالي، مُعتبرًا إياها نظامًا مترابطًا، وهو ما أكده سوسير بتمييزه بين اللغة كنظام وبينها كتغيّر لغوي. وقد انتقدت الدراسات التاريخية والمقارنة لقصورها وعدم تقديمها نتائج علمية جديدة. أما الدراسة الوصفية، فرغم طرحها الجديد، فقد أهملت الجانب الدلالي وركزت على الجانب الصوري، مُظهرةً نسبيةً تفتقر إلى أساس علمي. يرى أصحاب النسبية اللغوية أن "حدود لغتي هي حدود عالمي"، وأن اللغة تُهيكل نظرتنا للواقع، كما ذهب سوسير إلى أن الأفكار لا توجد قبل اللغة، وكل لغة لها نظرتها الخاصة التي لا تتطابق بالضرورة مع لغات أخرى.