تُعتبر قصة "حادثة" للأديب نجيب محفوظ من القصص التي تتناول بعمق تأثير الفقر والصعوبات الاجتماعية على حياة الأفراد البسطاء. الفكرة العامة للقصة تتمحور حول معاناة إنسان بسيط يُدعى "حسن"، يواجه تحديات قاسية في حياته اليومية، مما يعكس ظروفًا صعبة يعيشها الكثير من أفراد الطبقة الكادحة. القصة تُظهر لنا كيف يمكن أن يتحول الطموح البسيط إلى حلم بعيد المنال بسبب ضغوط الحياة وظروفها القاسية، ما يؤدي بالبطل إلى حالة من التردد والصراع بين الأمل واليأس. حيث نجد "حسن" يعمل في وظيفة متواضعة، بالكاد يتمكن من تأمين احتياجاته الأساسية. على الرغم من أنه يبذل جهدًا كبيرًا ليحسن من أوضاعه، مما يجعله يشعر بالإحباط والعجز. نجيب محفوظ يعرض هذه التفاصيل بعناية ليصور حالة بطل القصة ويجعل القارئ يدرك حجم المعاناة التي يمر بها. يصف مشاهد بسيطة من حياة حسن، وقلقه على مصير أسرته، لتصوير مدى الضغوط التي يعيش تحتها بشكل واقعي ومؤثر. تتضمن القصة مواقف أخرى تُعمق فهم القارئ لمدى معاناة حسن. فبينما يحاول بطل القصة تحسين وضعه، مثل الرفض من قِبل أصحاب العمل عندما يسعى لفرص أفضل، وسخرية بعض من حوله من طموحاته التي يعتقدون أنها أكبر من قدراته. هذه المواقف تجسد واقع الفقر وكأنها جدران تقف في وجه حسن، ويظل يتأرجح بين المقاومة والاستسلام، بين الأمل الذي يحفزه للتقدم واليأس الذي يشده إلى الوراء. تؤكد قصة "حادثة" على الفكرة الأساسية التي طرحتها حول معاناة الفقراء والصراع الذي يواجهه الإنسان البسيط لتحقيق حياة أفضل. بأسلوبه العميق والبسيط، يُبرز نجيب محفوظ واقعًا مؤلمًا ولكنه واقعي، مما يجعل القارئ يشعر بالتعاطف مع حسن ويرى في القصة عِبرة حول قسوة الحياة على البسطاء. هذه القصة رائعة في تصويرها لمشاعر الإنسان وصراعه مع الظروف، وتدفعنا للتأمل في حياة الآخرين ومعاناتهم من أجل تحقيق حياة كريمة.