االدخـار ليـس سـلوكاً خارقـاً لعـادات االسـتهالك أو نظـام إدارة المـال لـدى الفـرد والمجتمـع، بقـدر ماهـو ضابـط ومؤطـر لسـلوك المجتمـع فـي التعامـل مـع المـال، حيـث أن الصـرف علـى االحتياجـات وكل مـا تشـتهيه النفـس دون ضابـط أو تقنيـن ربمـا يـؤدي إلـى نفـاد مـا يملكـه الفـرد مـن أمـوال فـي ظـروف قـد تعتريهـا بعـض الطـوارئ واالحتياجـات العاجلـة التـي ال تنتظـر جمـع المـال بالطريقـة الروتينيـة، وهـذا مـا يجعـل االدخـار يدخـل ضمـن الضروريـات وليـس أمـراً اختياريـاً لكونـه يدفـع بـك نحـو التحـوط للظـروف االسـتثنائية دون عنـاء أو مكابـدة. بـأن يدخـر الفـرد أو األسـرة مقـدار مـا تسـمح بـه قـد تكـون طارئـة أو تحتـاج إلـى مبلـغ تراكمـي ال يمكـن توفيـره دفعـة واحـدة وقـت الحاجـة إليـه، حيـث يكـون المـردود كبيـرا، ً والفائـدة عظيمـة، فـي تلـك الظـروف التـي تحتـاج إلـى معالجـات وحلـول وقتيـة قـد ال تسـعف الفـرد األوضـاع العاديـة لمواجهتهـا. وفـي عصرنـا الحديـث، ومـع تعقيـدات سـبل الحيـاة وتطـور احتياجـات المجتمـع وسـرعة إيقـاع الحيـاة، يكـون االدخار حًال مناسـباً للكثير من المشـكالت التـي تواجـه كبـار السـن فـي مرحلـة مـا بعـد التقاعـد،