يأتي التركيز المتزايد على إبراز ملامح وهوية العمارة الوطنية والمحلية في العالم كرد فعل عفوي على العمارة المتعددة الجنسيات والطراز العالمي للعمارة والحركة المعمارية الحديثة، وهو يساعد في الوقت نفسه على الوقوف بوجه الأنظمة التخطيطية والعمرانية الحديثة والأنماط السكنية المستوردة التي تحتاج إلى مفهوم واضح حول البيئة العمرانية وما يرتبط بها. فقد أغفلت هذه الأفكار والأنماط المعمارية أهمية الجوانب البيئية والاجتماعية وابتعدت عن التعبير المحلي والإنساني. كما ويتجلى رد الفعل هذا من خلال انتشار استخدام الرموز والأشكال الدلالية التي ترتبط بذاكرة الشعوب عن عماراتهم الوطنية والمحلية والطابع المعماري المألوف بالنسبة إليهم , فبدأ موضوع العمارة الطينية وتطويرها يلقى الاهتمام المتزايد. و انتشر استعمال الطين في العديد من الحضارات: كبلاد الرافدين ووادي النيل والحضارة الرومانية والهندية وحضارة الهنود الحمر والمكسيك. ونلاحظ استمرار العمارة الطينية في اليمن والتي تميزت عماراتها بالارتفاعات الشاقولية لعدة طوابق، و الكثير من المنازل الريفية والمحطات والمدارس ودور البلديات في انكلترا وألمانيا كانت مبنية من الطين. كما نلاحظ أن ثلث سكان العالم يعيشون بمنازل من الطين. فان جميع المحاولات المعمارية تحاول ألا تهمل التوازن بين «إنسان - جماعة» وبين «إنسان - بيئة» . لذلك نحن بحاجة إلى الكثير من الجهد والعمل لإقناع إفراد المجتمعات الفقيرة بإعادة النظر في التراث وفى العمارة الطينية لإيجاد حلول للكثير من المشكلات التي يعانونها. يقول المعمار جان دويتر: «إن الدافع الرئيسي لإقامة معرض المعمار الطيني لم يأت بسبب نزوة حنين عاطفي إلى الماضي بل بسبب ما نعانيه من أزمة في الطاقة وارتفاع تكاليفها». فالهدف من العمارة الطينية هو الاستفادة من العمارة التقليدية ومساعدة الانسان ليعود لمحيطه الطبيعي. يتم تحضيره بخلط الطين بالقش أو التبن بإحدى الطريقتين: 2-صب الخليط في مساكب ذات شكل متوازي الأضلاع , تسوية الخليط في مكانه ثم تقطيعه للأبعاد المطلوبة , إن تنفيذ المباني الطينية يتم بطرق مختلفة منها: أما في سوريا فتستخدم في إقامة المزارع والبيوت فقط. يكون الأساس عادة إما دبش أو عبارة عن جدار سفلي. توضع اللبنات بحيث تمسك كل لبنة بلبنتين متواجدتين أسفلها. يوضع الملاط وهو عبارة عن تربة مخلوطة بالماء مع أو بدون تبن أو قش. تستعمل هذه الطريقة في البيوت ذات الطابقين عن طريق إقامة هيكل خشبي من جذوع خشب الحور بعد قشرها ويتم ملأ الفجوات باللبن الصغير. ا-يتم تثبيت لوحين متوازيين من الخشب بعد ترك مسافة فاصلة بينهما. يتألف القالب من لوحين مستطيلين من الخشب قد يصل طول الواحد حتى 150 سم ويصل الارتفاع الى 100 سم. يمكن ان تكون قاطعة لمجاز البيت الوسطي او تشكل فصلا بين الليوان والباحة الداخلية . قد يمتد السقف نحو الخارج بمقدار 40-50 سم لتأمين حماية الجدار من الأمطار. أنواع الأسقف الطينية: مزايا العمارة الطينية: ان استعمال الطين في العمارة له العديد من الايجابيات وهي: 1- ان الطين مادة طبيعية ومتوافرة في معظم المناطق مما جعل السكان المحليين يعتمدون على استخدامها لان تقنياتها بسيطة وسهلة التصنيع و لما لها من فوائد فالمساكن ذات مناخ صحي معتدل, 3 - ان مادة الطين من افضل المواد البيئية فهي لا تشكل اي تلوث للبيئة اثناء التصنيع او التنفيذ او التعديل أو في حالة هدم المبنى واعادة بنائه او حتى في حال هجره وتداعيه فهي آتية من الأرض وتعود إليها. 5- الطين يوفر الطاقة المستخدمة في التصنيع حيث يحتاج الطين الى 1% فقط من الطاقة اللازمة للبيتون وعند انتاج هذه الطاقة تحتاج للأوكسجين وتنتج مواد مضرة. وبالمقابل نجد ان جدران البلوك الأسمنتي بسماكة 20 سم لا تؤخر الحرارة سوى خمس ساعات وست دقائق فقط مما يوفر الكثير من الطاقة التى تصرف للتكييف أو للتدفئة. 7- من خلال تجربة في ريف دمشق وبمقارنة المبنى الطيني بمبنى بيتوني تحققت نسبة توفير اقتصادية تصل الى 36% عما يحتاج اليه المبنى البيتوني. 10-ان الانشاء لايحتاج الا لبعض القوالب والادوات . 12- ان العمارة الطينية تستطيع التحرر من قيود المركزية والبيروقراطية والاحتكار. 13- ان العمارة الطين تعيد العلاقة الحميمة بين الانسان والعمارة التى تتمثل في حجوم واشكال وفنون وتراث نابع من الانسان ويتناغم مع مقياسه الانساني الذي يتناساه غالباً اصحاب ما يسمى بالطراز العالمي.