يُعدّ كتاب "تاريخ الأدب الجزائري" لمحمد عملاً تاريخياً بارعاً في ربط الأحداث بأسلوب سهل وبسيط، حيثُ تُظهر العلاقة بين الأدب والتاريخ تلاحماً وتكاملاً وثيقاً. اتبع الكاتب المنهج التاريخي في دراسة الشخصيات والأحداث، متناولاً حضارات ودولاً كالدولة الرستمية والصنهاجية والحفصية... واهتمّ بأبرز الشخصيات الأدبية، كعلماء وفقهاء تلك العصور، مُعرضاً لأشعارهم ومؤلفاتهم. مثال ذلك، أبو الحسن علي الفكون، شخصية معاصرة لمحمد بن حماد، ذو شاعرية عظيمة، كما يظهر في وصفه للناصرية: "دع العراق وبغداد وشامها فالناصرية ما أن مثلها بلد، بر وبحر وموج للعيون به مسارح بأن عنها الهم والنكد". يُلاحظ براعة الكاتب في ربط السياقات التاريخية والأدبية بشكل مُتكامل.