الوقت بدا لي كسلحفاة تحبو بكسل، وضعت يدي على بطني ، وأنا أتمنى لو باستطاعتي الاستلقاء على ظهري حتى يحين موعدي في صرف الدواء. نظرات العجوز ذات البرقع الأخضر اللامع تستفزني، أدرت وجهي عنها، بخفة لا تناسب عمرها، وهي تحشر جسدها في فراغ صغير بجانبي على الكرسي الخشبي، وتبدي رأيها في نظام الأرقام الجديد في الانتظار الذي تراه يؤخِّرُ النَّاسَ كثيرًا. لدى شباك الصيدلية وسط أكوام من النساء بانتظار حفنة فيتامينات. بالعكس، على الأقل لمن مثلك ومثلي ممن لا - يبدو أن طفلي لم يستسغها مثلي؛ وهي تسألني أسئلة كثيرة، وتزجني في أحاديث فارغة. فصمتت عني، واكتفت بمراقبة النَّاسِ المارين من أمامنا، مع بعض تعليقات لا تخلو في أغلبها من تهكم. لو كان أبوك معنا! وأنا أرى عددًا من الرّجال يرافقون زوجاتهم في فحوصات الحمل، وتمنيت لو يرافقني مرَّةً في هذه الفحوصات الشهرية يدخل معي إلى غرفة الكشفِ ، يشاهد ابنه المتكوّمَ في بـ الباب بشغف، يوصلك أينما تريدين. كانت الصحيفة حائطا بيننا، أنت زوجي، وليس السائق. يتأفف، كما تشعرني تعليقاتها اللاذعة بالضجر. أنا التي لدي من الوقت تسعة أشهر أحمل فيها ابنك بين أحشائي، لا يهمك خلالها - ولد أم بنت ؟ يداهمني الأسى كلما حرثْتُ ذاكرتي في مواقف لا جدوى منها، أحاول إقصاءه عن تفكيري وأنا أعاود تقليب الورقة التي تحمل رقمي، وأقارنها بالرقم الذي كان يضيء ولما هممت بالنهوض أعادتني العجوز بيدها وهي تشير