هو أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي، ولد بسبتة سنة 476 هـ، وأشير إليه عند ذاك بالذكاء والفهم. ثم رحل إلى الأندلس في طلب العلم، جمعهم وعرف بهم في كتابه المعروف ب "الغنية". فقدرت له سبتة وغيرها من بلاد المغرب اجتهاده، وتقدم للعمل في مختلف الميادين، فكان: عالما مدرسا، هدى مواطنيه ودلهم على سبل الحق والخير/ فاستفاد من هدايته ومن دلالته من جمعه به، وأبعدت مشرقة ومغربة، ووسع الانتفاع بها الداني والقاصي، تدل الأجيال على فضله، وتعرف البلاد البعيد ببلده، وأبقى من الذكر الجميل لهذه البلاد. وكان قاضيا ينشر بين مواطنيه لواء العدل، ويضرب لهم المثل العليا في التخلق بالخلق الإسلامي والسيرة الحميدة. ومواطنا يعي أحداث بلده، فيشارك في توجيه هذه الأحداث ومسايرتها. وتتحدث المصادر عن أخلاق القاضي عياض فتقول: هينا من غير ضعف،