اشترا عمر بن الخطاب فرسًا من رجل ثم ظهر عطب فيه. أراد عمر ردّ الفرس، لكنّ الرجل رفض، فاحتكما إلى شريح بن الحارث. سأل شريح عمرًا إن كان قد أخذ الفرس سليمًا، فأجاب عمر بنعم. حكم شريح لعمر بالاحتفاظ بالفرس أو ردّه كما أخذه. أعجب عمر بحكم شريح العادل، وولّاه قضاء الكوفة. لم يكن شريح مجهولًا، بل كان ذائع الصيت بفطنته وذكائه وخُلقه وطول تجربته، حتى أن عمر بن الخطاب لم يتردد في تعيينه رغم وجود صحابة كبار، وقد أثبت شريح كفاءته بالقضاء ستين عامًا متواصلة.