يتناول النص إشكالية حرية الإنسان من خلال مقارنة موقفين فلسفيين متناقضين: موقف اسبينوزا الذي ينفي الحرية ويؤكد على الحتمية الكونية، وموقف سارتر الذي يؤكد على الحرية المطلقة للذات. يُقدم النص تحليلًا لموقف اسبينوزا الذي يرى أن الإنسان يخضع للضرورة الطبيعية والإلهية، وأن ما يُعتبر حرية هو في الحقيقة وهم ناتج عن جهل الإنسان بالأسباب الكامنة وراء أفعاله. يبني اسبينوزا أطروحته على مفاهيم أساسية كالحرية، الضرورة، الوعي، والشهوة، مستخدمًا منهجًا استقرائيًا يبدأ من أمثلة بسيطة (كحركة حجر) لينتقل إلى استنتاجات عامة حول سلوك الإنسان. يختم اسبينوزا بتساؤل حول محاسبة الإنسان على أفعاله إذا كان فعلاً محكومًا بالضرورة. في المقابل، يُقدم النص موقف سارتر الوجودي الذي يُؤكد على أن الإنسان هو كائن وجوده سابق لماهيته، وأنّه يصنع ذاته واختياراته بحرية مطلقة تتجاوز أي حتمية داخلية أو خارجية. يُعارض سارتر بذلك الحتمية اللاشعورية، القدرية، والبيولوجية، مؤكدًا على مسؤولية الإنسان الكاملة عن اختياراتِه. يُبرز النص التناقض بين هذين الموقفين، مُسلّطًا الضوء على إشكالية نفي الحرية وتبعاتها، مع التركيز على أهمية فهم طبيعة العلاقة بين الحرية والحتمية في تحديد مسؤولية الفرد عن أفعاله.