حيث انضمت للأراضي العثمانية كل من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر ومنطقة الحجاز في عهد السلطان بايزيد الثاني ( ١٤٨١ م - ١٥١٢ م) والسلطان ياووز سلیم ( ١٥١٢م - ١٥٢٠م)، كان تعليم اللغة العربية من الوسائل الحتمية الكفيلة باستمرار النظام الإداري الذي ورثه العثمانيون من الأتراك السلجوقيين، فلا يخطر على البال عادة إلا تعلم اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، فثمة قناعة شائعة في تركيا على أن تعليم اللغة العربية يندرج ضمن التعليم الديني. ۲. نظرة تاريخية سريعة : لقد نشأت الثقافة التركية - الإسلامية بعد اعتناق الأتراك للإسلام في عهد القراخانيين (۹۳۲) م - ۱۲۱۲م) ، وبذلك احتلت لغة القرآن مكانة مرموقة في حياة الأتراك. كانت المدارس التقليدية هي المؤسسات التعليمية الوحيدة في الدولة السلجوقية. صار تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من المجالات التي ينصب الاهتمام بها ليس على الصعيد العربي فحسب، لما تحظى به هذه اللغة الشريفة من مكانة عالية تنبع من مكانة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والدين الإسلامي في نفوس المسلمين، تتمثل في الاهتمام المتنامي باللغة العربية بوصفها لغة تخاطب يحتاجها المتعاقدون للعمل أو الدراسة في البلاد العربية؛ مما تقدم يتضح أن العربية عمت آفاقا شاسعة عبر قارات العالم، أن العربية ذاتها إلى جانب كونها لغة الإسلام عقيدة وأحكامًا وشعائر، لغة الحقوق والفنون والآداب لغة السيف والراية كما هي لغة القلم والدواة، أي إنها كانت لغة ثقافية كما يسميها علماء اللغة Cultrural Language ، كافة قال تعالى: «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا» . ولذلك فإن الشعوب التركية في بلاد تركستان في آسيا الوسطى بعد أن اعتنقت الإسلام أخذت تكتب بالحروف العربية وتعلمت اللغة العربية لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، العربية والعروض العربية مع تغيير فرعي بسيط. فسميت باللغة العثمانية نسبة إلى عثمان خان مؤسس الدولة، الميلادي لغة أدب وثقافة، من الناحيتين السياسية والثقافية حتى صارت من أهم لغات العالم الإسلامي. وقد تأثرت اللغة العثمانية باللغة العربية وآدابها وأخذت منها كلمات كثيرة، الشعراء العثمانيون حذو الشعراء العرب، وفي القرن التاسع عشر الميلادي قامت حركة مناهضة للغة التركية القديمة (العثمانية) الحركة بازدياد الأثر الأوروبي في الأدب التركي، الحروف التركية اللاتينية في سنة ۱۹۲۸م، عن الدراسات الإسلامية للأسف الشديد، وسهولة الكتابة بالحروف اللاتينية. ولا شك في أن الأتراك بذلوا جهدًا كبيرًا في سبيل نشر الإسلام وثقافته، الإسلام بين الأتراك وإجادة علمائهم اللغة العربية لغة القرآن الكريم والحديث النبوي وساد الاختلاط وظهرت المشاركة في الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، صرح الحضارة الإسلامية . المعاهد الخاصة التي تعلم العربية . ويتوزع تعليم العربية في تركيا في مراكز تعليمية متعددة على رأسها الجامعات الرسمية،