عمان - (بترا) - اعداد مديرية التوجيه المعنوي القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ومنذ أن حمل هذا الاسم وازدانت هامات فرسانه بشعار الجيش العربي وهو يحمل رسالة قومية إنسانية ونهجا عربياً هاشمياً , فقواته الأولى تشكَّلت من جيش الثورة العربية الكبرى والتي جاءت وقامت من اجل الوحدة العربية والحرية والاستقلال ودفع الظلم عن المظلومين وإشاعة مبادئ الإنسانية والجندية ونواميسها بين الناس . وقد حمل هذا الجيش وعلى مدى مراحل التاريخ هموم الأمة وتسنَّم ذرى المجد في الدفاع عن قضاياها وبذل الدماء والأرواح على ثراها وقدَّم وما زال يقدّ م إمكاناته وخبراته لكل الأشقاء في الوطن العربي، وامتدَّت هذه الرسالة والتي حملها مع قيادته الهاشمية الحكيمة ليقيل عثرة المظلومين والمحرومين والمشردين في بقاع شتى من العالم وجسد بخلقه وإنسانيته معاني الشرف العسكري التي انبثقت من روح رسالة الإسلام السمحة ديناً وخلقاً ومنهج حياة. المشاركة في قوات حفظ السلام لقد تفاعل الأردن - قيادته وقواته المسلحة - بشكل ايجابي مع مهام حفظ السلام الدولية انطلاقاً من الثوابت القومية والإنسانية التي تميزت بها قيادته وحكوماته المتعاقبة والشعب والجيش، وقد جاءت مشاركاته انعكاساً لرسالته ودوره وارثه العظيم من تاريخ عابق بالمجد ومتجذر في أعماق الحضارة الإنسانية يستند إلى أقدس رسالة ربانية جاءت لخدمة واحترام حقوق الإنسان فوق الأرض التي استخلفه الله فيها. إن السمعة الطيبة التي تتمتع بها القوات المسلحة تدريباً وانضباطاً وتأهيلاً وتاريخاً وفروسية وشجاعة كانت هي الدافع لاختيارها من قبل الأمم المتحدة لتلعب دوراً انسانياً متجذراً في اخلاق وسلوك ونهج منتسبيها في مهام حفظ السلام الدولية وفي مواقع شتى من العالم. أنواع المشاركة لقد تمثلت مشاركة الأردن في قوات حفظ السلام الدولية لتشمل مراقبين دوليين وكتائب حفظ السلام وقادة لجيوش مختلفة في بعض المهام وفي أنحاء مختلفة من العالم ، اما فيما يخص استخدام القوة المسلحة لفرض الأمن (الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ) فلم يشارك الأردن بهذا النوع من القوات بالرغم من الطلب المتكرر من الأمم المتحدة للمشاركة ، فالقوات المسلحة الأردنية ومنذ بداية تشكيل وحداتها كُلفت بمهام حربية وأمنية خارج حدود الوطن وذلك كمحصلة حقيقية وواقعية للتفاعل ما بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني مع المتغيرات الإقليمية والدولية والقومية. أبعاد المشاركة الأردنية في قوات حفظ السلام جاءت مشاركات الجيش العربي الاردني انطلاقاً من عقيدة السلام الأردنية والتي حملها الجيش الاردني الى شتى بقاع الارض واكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في جميع المحافل واللقاءات الدولية ، فالأردن له دور مشهود عربياً وعالمياً وهو عضو في الأمم المتحدة منذ عام 1955 بالرغم من محدودية مساحته وشح موارده وقلة عدد سكانه إلا أنه استطاع أن يشارك العالم والمجتمع الدولي مسؤولياته في المحافظة على السلم والأمن الدوليين ، أ. إن مشاركة الجيش العربي في جميع الحروب والمعارك العربية الإسرائيلية والأدوار التي قام بها لإعادة الأمن والنظام في عدد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة , كل هذه المعطيات ركائز قوية في بنية هذا الجيش ليكون مستعداً دائماً لإعطاء المزيد نوعاً وكماً في أي مهام تسند إليه بكل كفاءة وتميُّز وبروح معنوية عالية. ب. ينظر الأردن للسلم والأمن على أنه متكامل وأن هذا التكامل ضرورة ملحة لترسيخ الأمن والاستقرار والمحافظة على حقوق الإنسان وأن الاستقرار والأمن في البيئة الإقليمية والعالمية حتماً سينعكس على الأمن والاستقرار الأردني والذي يعتبر مطلباً أساسياً للتنمية والتقدم والتي تركز على الإنسان واحتياجاته الأساسية . جـ. البعد السياسي على الصعيد الإقليمي: وقد كان يقف على أطول خط لوقف إطلاق النار مع إسرائيل الأمر الذي جعل الأردن يلعب دوراً رئيسياً في خلق بيئة آمنة ومستقرة في هذا الإقليم وعمل جاهداً على التخفيف من حدة الصراعات في الإقليم والعالم، وقام الأردن بتفعيل نهج الدبلوماسية الوقائية واعتماده كأساس في سياسته الداخلية والخارجية بغية تطويق الأزمات والتخفيف من حدة الصراعات والنزاعات في الإقليم والعالم والسعي إلى التوازن والاستقرار الإقليمي . د. شاركت القوات المسلحة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية وفي بيئات مختلفة ومتباينة لا بد أن تنعكس على مستوى الأداء والمعرفة والتفاعل داخل المؤسسة العسكرية الأردنية ، والمزيد من الخبرة والتجارب والاحتكاك مع جيوش عالمية وذات تجارب مختلفة ، هـ. البعد الأمني الدفاعي : إن خلق وإدامة حالة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يعتبر أهم العناصر الرئيسة في السياسة الدفاعية الأردنية ، و. البعد الإسلامي: يسعى الأردن من خلال المشاركة في جهود عمليات السلام الدولية إلى جانب أشقائه من الدول الإسلامية في العالم لتفعيل رسالة الإسلام السمحة في حب الخير والأمن والاستقرار للبشرية جمعاء بالإضافة إلى تسهيل مهام الأمم المتحدة لتطويق النزاعات التي تحصل في الدول التي تدين بالإسلام وبشكل يسهم في إعادة الالتزام بالواجب الإسلامي . ز. البعد الدولي: تركز وجهة النظر الأردنية لمفهوم الأمن على أن حفظ الأمن والسلام الدوليين ليس عملاً مقصوراً على مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ، بل هو مسؤولية جماعية غايتها تحقيق بيئة آمنة ومستقرة على الصعيد العالمي وبالتالي تفعيل الأمن الجماعي بمفهومه الشامل. على صعيد الأمم المتحدة : يلتزم الأردن بتعليمات ومواثيق الأمم المتحدة الصادرة عن مجلس الأمن وتطبيقها والتقيد بها، والالتزام بالحيادية وعدم الانحياز وتبني الواقعية ما أمكن والتعامل مع الأطراف المتنازعة بنفس المستوى على اعتبار أن قواتنا ليست طرفاً في النزاع، ط. حماية الأفراد بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين ويقوم الأردن وعلى الرغم من شح إمكاناته بتقديم العون والمساعدة من خلال ( الهيئة الخيرية الهاشمية ) كما يقوم بتبني حقوق الإنسان والحث عليها والالتزام بها. مساهمة القوات المسلحة الأردنية في مهام حفظ السلام والامن الدوليين في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أنشئت الأمم المتحدة عام 1945 اثر حرب ضروس لتحقيق هدفين هامين (الأمن والسلام)، ولا يدرك حاجة الإنسان للأمن والسلام إلا من حرم منهما أو عانى بسببهما،