كانَ يوسف وَلَداً صغيرا ، وَكان يوسفُ غُلاما جَمِيلاً، وَكَانَ يُوْسُف غُلاَماً ذَكياً. وَكَان أبُوه يَعقُوبُ يُحِبهُ أَكْثَرَ من جميع اخوته. ذات ليلَةٍ رأى يوسف رؤيَا عَجيبَةً. تَعَجًّبَ يُوسف الصغِيرُ كَثِيراً ! وَمَا فَهِمَ هذِهِ الرؤْيا كَيْف تَسْجُد الكَوَاكِب والشَّمس والقَمَرَ لِرَجُل؟ ذَهَبَ يوسف الصَّغِير إِلى أبيهِ يعقُوبَ . يا أَبَتِ إنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكبا وَالشمْس وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ليِ ساَجِدِينَ }. فَرِح يعْقُوب بهذهَ الرُّؤيَا كَثِيراً. فَسَيَكون لَك شأن . هذهِ الرؤيا بشارةٌ بِعِلْم ونبوة. و قَد أنْعَمَ الله عَلَى جَدَّك إِسْحاقَ وَقَدْ أَنعَمَ الله على جدِّكَ إبرَاهِيمَ. وَإِنه يُنْعِمُ عَليكَ وينْعِمُ على آل يَعْقُوبَ. وَكَيفَ يَلْعَبُ الشيطان بالإِنْسَانِ. لاَ تُخبر ْبهذِهِ الرُّؤْيَا أَحَداً مِنْ اخوتك فإِنَّهم يحسدونَكَ وَيَكُونُونَ لَكَ عَدوَّا. 2- حسد الإِخوة إلى أعلى وكان لا يحب مثلها أحدا . وكَانَ الإِخوة يحسدونَ يوسف وَبِنيامينَ وَيغْضَبون كانوا يَقُولون: لِماذَا يُحِبُّ أبونَا يوسفَ وَبِنياَمِينَ أَكثرَ؟. وَلمِاَذَا يُحِبُّ أَبُونا يُوسفَ بنيامين وَهُما صَغِيرَان ضَعِيفَان!. هذَا أمْر عَجيب!. فَحَكَى الرُؤيا لاخوته وَغَضِبَ الاخوةجِدًّا لَمَّا سمِعُوا الرَؤيا وَأشتدَّ حَسدهم. وَاجتَمَعَ الاخوة يَوْماً وَقَالُوا اقْتُلوا يوسف أو اطرحوا أرضا بعيدة . حينئذ يكون أبوكم لكم خالصا ، ويكون حبه لكم خالصا . وَوافَقَ عليِهِ جَمِيعُ الاخوة. 3- وفد إلى يعقوب إلى أعلى وَلَمَّا اتَّفَقُوا عَلىَ هذا الرأي جَاؤوا إلى يَعْقوب. وَكَانَ يعقوبُ يخَافُ علَى يُوسُفَ كَثِيرا، وَكَانَ يعرف أنَّ الاخوة يحْسدونه وَلاَ يُحبونهُ. وكَان الاخوة يَعْرِفُونَ ذلِكَ، وَنَحن أبنَاء أبًّ. أرسله معنا غداً يرْتع وَيَلْعَب وَإنَّا لَهُ لَحافِظون}. وَكَان يَعْقُوبُ شيخا كَبِيرا، وَكَان يَعقُوب عَاقِلا حلِيما. وَكَانَ يَخاف عَلَى يوسُفَ كثيرْاً. وَنحن شبان أَقوِيَاء؟ وَأذنَ يَعْقوبُ ليُوسُفَ. 4- إلى الغاية إلى أعلى وفَرح الاخوة كَثيرا لما أذن يَعقُوبُ ليوسفَ. وَكَانَ يُوسفُ وَلَداً صَغِيراً، وَكَانَ قَلبهُ صَغِيرا. وَلكن اللهَ بَشَّرَ يوسف وقال له : لا تخزن ولا تخف . إن الله معك ، وسيكون لك شأن . سيحضر إليك الاخوة وتخبرهم بما فعلوه . قال بعضهم : كان أبونا يَقولُ أخافُ أن يأكلَهُ الذئب فَنَقُولُه صدقتَ يَا أبانَا قَد أَكَلَه الذئب , وافق الاخوة على ذلك, قال بعض الإخوان : ولكن ما آية ذلك ؟ قالوا :آية ذلك الدمُّ . وأخَذَ الاخوة كَبْشاً وذبحوه . وَأخذُوا قَميص يوسفَ وصَبَغوه . وفَرح الاخوة جدًا : وقالوا الآن يصَدِّق أبُونَا. وجاءوا على قميصه بدم كذب } وقالوا هذا دم يوسف ! وَكَانَ أعقَل مِنْ أولادهِ. وكَانَ يَعْقُوب يعرف أن الذئب إذا أكل إنسانا جرحه وشق قميصه . وكَانَ قميص يوسف سَالِمًا. ولا فراش ولا طعام . ونسي الإخوان يوسف ، وكانت البئر عميقة . وكان الليل مظلمة. 7- من البئر إلى القصر إلى أعلى وبحثوا عن بئر . ورأوا بئرا ، فإذا الدلو ثقيلة ! دهش الرجل ونادى . يا بشرى هذا غلام }. وَوَصَلوا إلَى مِصْرَ، اِشتَرَى العَزِيزُ يوسُفَ بِدَرَاهِمَ مَعْدودَةٍ . إِنَهَ وَلَد رشيد . 8- الوفاء و الأمانة إلى أعلى ولكن يوسف أبى ، وقال : كلا ! انَّه أَحْسَنَ إليَّ وَأَكرمَني. وَغَضِبَتْ امرَأَةُ العَزيزِ وشَكَت إلى زَوْجِهَا. وَعَرفَ العَزِيز أَنَّ المَرْأة كَاذِبَة. وَعَرف أن يوسُفَ أَمِينٌ . وعُرِف يُوسفُ في مصْرَ بجَمَالِهِ، وَإِذا رآه أحد قالَ {مَا هذَا بَشَرا، وًأشتدَّ غَضب المرأَةِ وَقَالَتْ لِيوسُفَ : إذن تذهب إلى السجن! وبعدَ أيام رأى العزيز أن يُرْسِلَ يُوسُفُ إِلَى السِجْنِ . وكان العزيز يعرف أن يوسف بريءٌ. 9- مَوْعِظَةُ السِّجْن إلى أعلى وَدخَلَ يُوسف السِّجنَ، وأنّ يُوسف عِندَه عِلْمٌ عَظِيم. وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه }. وسألا يوسفَ عَن التأوِيل. وَكانَ يُوْسُف عالِماً بتأويل الرُّؤْيَا. وَكَانَ يوسفُ نَبيّا مِنَ الأنْبِيَاءِ. ووضَعوا أَرْبَاباً كَثِيرَةً مِن عِنْد أنفُسِهِم. وَهذَا ربُّ البَحرِ، وَهذَا رَبُّ الرزْقِ، وَهذَا رَبُّ المَطَر. وكَانَ يوسُفُ يَرَى كُلَّ ذلكَ وَيضحَكُ. وَكَانَ يوسفُ يَعْلَم كلَّ ذلك وَيبكي. وَكَانَ يوسفُ يريد أَن يَدعوهُمْ إِلَى الله. وقَد أرَادَ الله أنْ يَكُون ذلك في السجنِ . أليس أهل السجن عباد الله؟ كَانَ يُوسف في السِجْن وَلكنه كانَ حرًا جَرِيئا. قَالَ يُوسفُ في نَفسِهِ: إنَّ الحَاجةَ سَاقت الرَّجُلَين إليَّ. فجلسا واطمأنا وهنا وَجَدَ يُوسُف الفرْصةَ فبَدأ مَوْعِظَته. إن الله لا يؤتي علمه المشرك . وَأتَبّعْت مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهيمَ وَإسْحاقَ ويعقوب }. ونحن نقول ربُّ العاَلمينَ. أين رب البر ورب البحر ورب الرزق ورب المطر ؟ أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات} . انظروا إلى الأرض وإلى السماء وانظروا إلى الإنسان . هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه } . أسماء سميتموها أنتم وآبائكم }. الحكم لله ، الأرض لله ، ذلك الدين القيم }. و لكن أكثر الناس لا يعلمون }. وَقَالَ لِلأول { اذكرني عند ربك }. وَخرَجَ الرجلاَنِ، فَكَانَ الأَوّل ساقيا للمَالِكَ وصُلِبَ الآخَرُ. وَنَسِيَ الساقي أَن يَذْكرَ يُوسُفَ عِندَ المَلِكِ. 13- رؤيا الملك إلى أعلى وَرَأَى مَلِك مِصر رؤيَا عجِيبَة. رأى في المنام سبع بقرات سمان . ويأكل هذه البقرات سبع بقرات عجاف. ورأى الملك سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات. تَعَجَّبَ الملكُ من هذه الرؤيا العجيبة وسأل جلساءه عن التأويل . النَّائمُ يَرَى أَشياء كثيرَةً لا حقيقة لَهَا. ولكن قال السَّاقي: لا, بل أخبركم بتأويلهذِهِ الرُّؤيَا. وذَهَبَ الساقي إلَى السِّجْن وسأل يوسفَ عَنْ تأوِيلَ رؤيَا الملِكَ. كان يوسُف جَوَاداً كَريماً مُشْفِقًا عَلى خَلق الله فأخبره بالتأويل . وَكان يوسف جَوَادًا كَرِيما لاَ يَعْرِفُ البخل . قَال تزْرَعون سبع سِينَ، واتركوا ما حصدتم في سنبله إلا قليلا مما تأكلونَ. وَيَكُونُ بعدَ ذلكَ قَحْط عَام تَأكلون فِيهِ مَا خَزَنْتم إِلا قَلِيلاً. وَيَطُول هذا الْقَحْطُ إلى سبع سنين . 14- الملك يرسل إلى يوسف إلى أعلى وَلَمّا سَمعَ الملِكُ هذَا التأويلَ والتدبير فَرِحَ جدا، وَقالَ: مَنْ صَاحِبُ هذا التأويل؟ وَقالَ الملك: من هذا الرجل الكريم الذي نصح لنا ودل على التدبير؟ قال الساقي : هذا يوسف الصديق وهو الذي أخبر أني سأكون ساقيا لسيدي الملك. واشتاق الملك إلى لقاء يوسف ، 15 - يوسف يسأل التفتيش إلى أعلى ولَمَّا جَاءَ الرسُول إلى يوسف وقال له إن الملك يدعوك ! إنه خان العزيز. إن يوسف كان كبير النفس أبيا، إن يوسف كان كبير العقل ذكيا . ولو كان أحد مكان يوسف في السجن وجاءه رسول الملك . وقال له رسول الملك إن الملك يدعوك وينتظرك لأسرع هذا الرجل إلى باب السجن وخرج . بل قال لرسول الملك : أنا أريد التفتيش أنا أريد البحث عن قضيتي . وسأل الملك عن يوسف وعلم الملك وعلم الناس ِ أنَّ يُوسُفَ بَرِيء. 16- على خزائن الأرض إلى أعلى وكان يوسف يعلم أن الأمانة قليلة في الناس . وكان يوسف يعلم أن الخيانة كثيرة في الناس . وكان يوسف يرى أن الناس يخونون في أموال الله. وكان يرى أن في الأرض خزائن كثيرة ولكنها ضائعة. إنها ضائعة لأن الأمراء (1) لا يخافون الله فيها . فتأكل كلابهم ولا يجد الناس ما يأكلون. وتلبس بيوتهم ولا يجد الناس ما يلبسون . وكانَ يوسفُ لاَ يَسْتَحي مِنَ الحق . فَقَالَ لِلْمَلِك. اِجْعَلْني عَلَى خَزَائِنِ الأرضِ إني حَفِيظ عَلِيم}. وهكذا كان يوسف أمينا لخزائن مصر. واستراح الناس جدا وحمدوا الله . 17- جاء إخوة يوسف إلى أعلى وَكَانَ في مِصْرَ والشام مَجَاعَة كما أخبر يوسف . وكان الناس يذهبون إليه ويأخذون الطعام (2) وأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر بالمال ليأتوا بالطعام . وتوجه إخوة يوسف إلى يوسف وهم لا يعرفون أنه أخوهم يوسف . وهم لا يعرفون أنه يوسف الذي كان في البئر . وهم يظنون أنه قد مات . وكيف لا يموت وقد كان في البئر . وكانت البئر في الغابة وكانت الغابة موحشة . وكان ذلك في الليل ، وكان الليل مظلما . كانوا منكرين ليوسف لا يعرفونه ، ولكن ما أنكرهم يوسف بل عرفهم . عرف يوسف أن هؤلاء هم الذين ألقوه في البئر . وأن هؤلاء هم الذين كانوا يريدون قتله ولكن الله حفظه . ولكن يوسف لم يقل لهم شيئا ولم يفضحهم . 18- بين يوسف وإخوته إلى أعلى وكلمهم يوسف وقال لهم : قالوا : من كنعان ! قَالَ: من أبوكم ؟ قَالوا: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( عليهم الصلوات والسلام ) قَالوا: نعم لنا أخ اسمه بنيامين ! قالَ: لَماذا ما جَاءَ مَعَكُم؟ قالوا : لأن والدنا لا يتركه ولا يحب أن يبعد عنه. قال :لأي شيء لا يتركه هل هو ولد صغير جدا ؟ قالوا : لا : ولكن كان له أخ اسمه يوسف ، ذهب معنا مرة ، وذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب . وضحك يوسف في نفسه ولكن لم يقل شيئا واشتاق يوسف إلى أخيه بنيامين . وأراد الله أن يمتحن يعقوب مرة ثانية . فأمر لهم يوسف بالطعام . وقال لهم : { ائتوني بأخ لكم من أبيكم }. ولا تجدون طعاما إذا لم تأتوا به . وأمر يوسف بمالهم فوضع في متاعهم . 19- بين يعقوب وأبنائه إلى أعلى وطلبوا من يعقوب بنيامين وَقَالُوا: {إنَّا لَه لَحَافِظُون}. قال يعقوب : { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل }. أتحفظون بنيامين كما حفظتم يوسف . ووجدوا مالهم في متاعهم فقالوا لأبيهم : إن العزيز رجل كريم ، قد رد مالنا ولم يأخذ منا ثمنا. أرسل معنا بنيامين نأخذ حقه أيضا . قال لهم يعقوب لن أرسله معكم حتى تعاهدوا اللهَ أنَكُم تَرجعُونَ بِهِ إلا أن تغلبوا على أمركم . وَعَاهَدوا الله وَقَال يَعْقوبُ: {اللهُ عَلى مَا نَقُولُ وكيل}. وَقالهَ يَعقُوبُ لبنيه :{ يَا بَنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة }. 20 – بنيامين عند يوسف إلى أعلى ودخل الإخوة من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم ووصلوا إلى يوسف . وَلمَّا رأى يوسف بنيامين فرح جدا وأنزله في بيته . وقال يوسف لبنيامين { إني أنا أخوك} واطمأن بنيامين . ولقي يوسفبنيامين بعد زمن طويل. فذكر أمه وأباه وذكر بيته وذكر صغره . وأراد يوسف أن يبقى عنده بنيامين يراه كل يوم ويكلمه ويسأله عن بيته . ولكن كيف السبيل إلى ذلك ، و بنيامين راجع غدا إلى كنعان ؟ وكيف السبيل إلى ذلك و الإخوة عاهدوا الله على أن يرجعوا به معهم ؟ ؟ ولكن يوسف كان ذكيًّا عاقلا . كان عند يوسف إناء ثمين ، ووضع هذا الإناء في متاع بنيامين وأذن مؤذن إنكم لسارقون . وقالوا ماذا تفقدون ؟ قالوا نفقد صواع " إناء" الملك ، ولمن جاء به حمل بعير . قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين }! قالوا فما جزاءه إن كنتم كاذبين }؟ قالوا جزاءه من وجد في رحله فهو جزاءه كذلك نجزي الظالمين }! إن يسرق " بنيامين" فقد سرق أخٌ له " يوسف " من قبل . وسمع يوسف هذا البهتان فسكت ولم يغضب وكان يوسف كريما حليما . قَالُوا يَا أيها العَزِيزُ إن لَه أَبًا شَيْخاً كَبيراً فَخْذ أَحَدَنَا مَكانَهُ إناَّ نراكَ منَ المحسنين }. قال معاد الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنَّا إذا لظالمون }. و قد ساق الله إليه بنيامين أفلا يحبسه عنده يراه و يكلمه. و هل من الظلم أن يقيم أخ عند أخيه. أبدا؟ 21 - إلى يعقوب إلى أعلى و تحيرى الإخوة كيف يرجعون إلى أبيهم؟‍‍! و فكل الإخوة ماذا يقولون لأبيهم؟! إنهم فجعوه أمس في يوسف, أفيفجعونه اليوم في بنيامين! أما كبيرهم فأبى أن يرجع إلى يعقوب و قال لإخوته: أمس فجع في يوسف و اليوم يفجع في بنيامين إن الله لا يجمع عليه مصيبتين, إن الله لا يفجعه في ابنين كيوسف و بنيامين. إن لله في ذلك حكمة مخفية. إن الله لم يزل يمتحن عباده ثم يسرهم و ينعم عليهم. ثم إن الابن الكبير بقي في مصر أيضا وأبى أن يرجع إلى كنعان . أفيفجع في الثالث أيضا وقد فجع من قبل في اثنين . إن هذا لا يكون . وهنا اطمأن يعقوب وقال : ولكن يعقوب كان بشرا في صدره قلب بشر لا قطعة حجر . قال يعقوب : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون }. وكان يعقوب يعلم أن اليأس كفر، وكان يعقوب له رجاء كبير في الله . ومنعهم يعقوب من أن يقنطوا من رحمة الله، وذهب الإخوة إلى مصر مرة ثالثة . ودخلوا على يوسف وشكوا إليه فقرهم ومصيبتهم وسألوه الفضل . وهنا هاج الحزن والحب في يوسف ولم يملك نفسه . إلى متى أخفي الأمر عنهم وإلى متى أرى حالهم وإلى متى لا أرى أبي ؟ هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون }. وَكاَنَ الإخوة يعلمون أن هذا السر لا يعلمه إلا يوسف ونحن . فعلموا أنه يوسف . أما مات في البئر . يا سلام ! هل يوسف هو عزيز مصر ؟ هُوَ الذي كان يَأمُرُ لَنَا بالطعام؟ وما بقي عندهم شك أن الذي يكلمهم هو يوسف بن يعقوب ! قالوا أءنك لأنت يوسف}. قَال: {أنَا يوسُفُ وَهذَا أخي ، قالوا تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}. وما لامهم يوسف على فعلتهم ، بل قال : {يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرحَمُ الراحمين} . 23- يوسف يرسل إلى يعقوب إلى أعلى واشتاق يوسف إلى لقاء يعقوب ، وكيف يطيب له الشراب والطعام وأبوه لا يطيب له شراب ولا طعام ولا منام . قد انكشف السر ،