ارتَقَى بَعْدَ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ وَأَنَابَ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ لاَ يَعْنِي اتِّكَالاً وَسَلْبِيَّةً، وَجَعَلَ الإِنَابَةَ سَبَبَ الهِدَايَةِ فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ((قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ))(3)، وَلِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ بِاتِّبَاعِ مَنْ أَنَابَ، وَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ((هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ))(10). المُعْـتَرِفَ بِفَضْـلِهِ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا، وَقَدْ ذَكَرَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- قِصَّةَ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ الذِينِ آوَاهُمُ المَبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ،