لما قاربت سنه صلى الله عليه وسلم الاربعين حببت اليه الخلوة فكان ياخذ زاده ويتجه الى غار حراء في جبر النور على مسافة نحو ثلاثة كيلوامترات من مكة فيقيم فيه الليالي التي تصل في بعض الاحيان شهرا حتى ينفذ زاده فيعود ليتزود من جديد وكان يقضي وقته داخله في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وهو غير مطمئن لما عليه قومه من الشرك وعبادة الاصنام وقد كان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة من تدبير الله تعالى له ليكون انقطاعه عن هموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الامر العضيم فيستعد لحمل الامانة الكبرى المنتظرة منه