وبالتالي يمكننا القول أن مملكة نوميديا، تعود إلى عصور غابرة، و قد انقسمت مملكة نوميديا في القرن الثالث في ظروف نجهلها إلى قسمين:مملكة نوميديا الغربية ( مملكة المازيسيل). نسبة الى قبائل المازيسيل (Masaesyles)،م و أوائل القرن الثاني ، وإن كنا لا نعرف شيئا تقريبا عن ظروف تشكل هذه المملكة، التي دخلت في حسابات المتنازعين خلال الحرب البونيقية الثانية، والتي كان على رأسها آنذاك الملك سيافكس الذي نعته تيتوس ايفيوس بالملك الأقوى في كل أفريقيا (١١) ، كانت تغطي مساحة واسعة، تمتد من شرق المغرب الحالية حتى الشرق الجزائري، وإذا كانت الحدود الغربية ثابتة على ما يبدو من مصادرنا الحالية، عرفت تغييرات كبيرة، ففي سنة ٢٠٥ ق م ، استغل سيافكس الخلافات داخل العائلة الحاكمة في نوميديا الشرقية، ليسد حدودة شرقا حتى قبرطا التي اعتبرها تينوس ليفيوس إحدى عواصم سيفاكس سنة ۲۰۳ ق. إذ تساءل كومس، إن كانت قرطاجة الحقت بالأراضي المازيسيلية في هذه الفترة، أم كانت جزءا من أراضيها منذ السابق؟ و مال قزال إلى الرأي الثاني معتمدا على نص لتيتوس ليفوس يشير إلى استلام مسينيسا قيرطا ومدن أخرى من روما (10) إلى ضمها إلى ممتلكات أسلافه (Regnum parternum) (1) بينما يميل كومس الرأي الأول، باعتبار أن كل الإشارات السابقة لسنة ۲۰٥ ق.م تبين لنا سيفاكس مكتفيا ببلاد المازيسيل وأكثر اهتماما بمسائل اسبانيا منها بمسائل نوميديا، مما جعله يميل أيضا إلى أن اهتمامات هذا الملك بشؤون نوميديا ذات صلة بالاضطرابات التي حدثت في مملكة الماسيل على إثر اغتيال كابوسا (Capussa) وبالتالي الميل إلى اعتبار سيقا (Siga) العاصمة الحقيقية لمملكة المازيسيل ، ولم تكن لقيرطا أهمية كبرى في نظر الماريسيل إلا بعد ضم أراضي الماسيل، وهنا كانت قيرطا في نظره مدعوة للعب دور هام، أما بخصوص الحدود الجنوبية، فكانت هي الأخرى أكثر غموضا ، كانت تمتد حتى تخوم جيتوليا، وهو ما مكنها من أراضي واسعة ملائمة سواء للزراعة أو تربية المواشي، وتقدم ظروف معيشية ملائمة لعدد كثيف من السكان، وهو ما يسمح بدوره بتجنيد و تهيئة جيش كبير و قوي من شأنه أن يصبح أداة فتح ذلك هو شأن مملكة الماريسيل في عهد الملك سيفاكس، الذي ظهر خلال الحرب البونيقية الثانية، كملك كبير من شأنه أن يلعب دورا سياسيا وعسكريا هاما، وهو ما أدركه الرومان والقرطاجيون الذين تسابقوا لكسب رضاه بعد هزيمة سيفاكس و المصير الذي آل إليه ،