يُقدم نموذج داونز التحليلي لسلوك التصويت، في نظام الحزبين، تصوراً مبسّطاً يعتمد على مقارنة الناخب لفائدته المتوقعة من استمرار الحزب الحاكم أو استبداله بالحزب المعارض، مُمثّلاً بالمعادلة: E(UAt+1) - E(UBt+1). لكن داونز يُشدّد على تعقيد هذه المقارنة، خاصةً فيما يتعلق بتوقع فوائد الفترة القادمة. فالناخب العقلاني يدرك عدم ضمان تطابق وعود الأحزاب مع أدائها الفعلي. لذا، يركز الناخب على أداء الحكومة الحالية وليس أيديولوجيتها، مستخدماً الأيديولوجيا كاختصار لفهم مواقف الأحزاب عند نقص المعلومات عن أعمالها. في النهاية، لا يعتمد الناخب على الفارق الحزبي المتوقع للمستقبل، بل يقارن الفائدة المحققة من أداء الحزب الحاكم حالياً مع فائدة افتراضية لو كان الحزب المعارض يحكم حالياً.