سَأَحَدِثُكُم عَنْ حِكَايَتِي مَعَ حُلْمي إِنَّ الْحُلْمَ حَقٌّ مَشْرُوعٌ لِأَيِّ إِنْسَانٍ، وَأَنا أَعْلَمُ جَيْدًا أَنَّ الْعَدِيدَ مِنَ الْأَحْلامِ يَصْعُبُ تحقيقها، ولكن يَجِبُ على كُلِّ مِنَا أَنْ يَحْلُمَ، وَيُحَدِّدَ أَهْدَافَهُ كَما يَتَمَنِّى، هذا ما يقودنا إلى تَحْقِيقِ أَي حُلْم حَتَّى لَوْ كانَ صَعْبَ الْمَنالِ، وَهَذَا فِعْلاً ما ] حَدَثَ مَعي في حُلْمي الكِنَّ حِكَايَتِي مَعَ حُلْمي فِيهَا نَوْعٌ مِنَ الْغَرَابَةِ وَالْمُعَامَرَةِ وَالْجَمَالِ، وَرُبَّما في حِكَايَتِي مَعَ حُلْمي كُنْتُ أَنَا الْأَكْثَرَ حَظًّا، فَكَانَ لِلظُّرُوفِ وَالْأَسْمَاءِ الَّتي ساعَدَتْني بِشَكْلِ كَبيرِ الدَّافِعَ الأَكْبَرَ لِتَحْقِيقِ الْمُسْتَحِيل وُلِدْتُ فِي مِنْطَقَةِ الْوَثْيَةِ التَّابِعَةِ لإمارَةِ أَبوظبي فِي دَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ، وَمُنْذُ نَشْأَي وَأَنا أُحِبُّ الْمُعَامَرَةَ وَالاسْتِكْشَافَ بَدَأَ حُلْمي عِنْدَما كُنتُ فِي الْمَرْحَلَةِ الْابْتِدائِيَّةِ، وبالأخص التي كانت تَتَحَدَّثُ عَنِ الْفَضاءِ وَأَسْرارِهِ. حَيْثُ كُنتُ أَحْرص على أَنْ أَتَسَمرَ أَمَامَ شَاشَةِ التلفاز؛ وَلا تَسْتَنِدُ كَثِيرًا إلى الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي وَصَلَ إِلَيْهَا الْعالَمُ آنذاك في هذا المجال كانَ مَوْضوعُ الْفَضاءِ وَخَفاياهُ يَشُدُّي، وَكُنْتُ دَائِمًا ما أُمْعِنُ النَّظَرَ إِلى السَّماءِ، لا زِلْتُ أَذْكُرُ كَيْفَ كُنْتُ أَقِفُ على تَلَّةٍ عَالِيَةٍ عِنْدَ حُلولِ الظَّلامِ لِأَشاهِدَ ذلك الْمَنْظَرَ الْجَمِيلَ، ومِنْ حَوْلِهِ العَديدُ مِنَ النُّجوم الْمُتَلَالِتَةِ وَسْطَ ذلك الظلام الحالِكِ، وَالَّذِي يَحْمِلُ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَسْرَارِ وَمِنَ الْأُمورِ الّتي كانَتْ تَشُدُّي أَيْضًا وَتُلْفِتُ الْتِباهِي فِي مَجَالِ الْفَضاءِ، مَعْرِفَةُ أَهْلِنَا لِلْعَدِيدِ مِنَ الْأُمورِ الَّتي لَها عَلاقَةٌ بِحَرَكَةِ النُّجومِ وَأَسْرَارِهَا. وَكُنْتُ أُفَكِرُ وَأَتسَاءَلُ في نَفْسي كَيْفَ لَهُم أَنْ يَعْرِفُوا ذلك وَهُم لَمْ يَصْعَدُوا إِلى الْفَضاءِ،