لم يكن لديهم خيار آخر لأن جمالهم وماعزهم بانت تعاني من الجوع. كانت عبارة عن طعام يكفي لإشباع الجميع لعدة أيام مُقبلة. كانت ما تزال في غاية السعادة. كانت تلك هي العاصفة الرملية الأولى التي تهب هذا العام. لَمْ يَكُن يوسعها سوى أن تختبئ تحت قماش الثوب الأسود الذي غطت به وجهها وشَدَّته بيديها حول جسمها. ولدي، كانت تَقُولُ إِن تلك العاصفة كانت أفظع عاصفة رملية مرت بها، وإنها استمرت لمدة سبعة أيام وسبع ليال. كل ما هناك كان قد تغير مظهره. عادت النعامة التي تُدعى ماكو إلى عُشْ بَيْضها ورأت الطفل البشري الذي كان يَجلِسُ هُناك، ذُو شَعرٍ أَسود ناعم وأنف غريب الشكل. لم يكن يرتدي سوى قميص أَسْوَدَ قَصير. جلس طائر النعام بجانب أنثاه وفَرَدَ أَجْنِحَتَهُ الأَكْبَرَ حَحِمًا فَوْقَهَا وَفَوْقَ الطفل. عندما وصلت العاصفة القاسية إليهم مد طائرا النعام عُنُقَيهِما بمحاذاة الأرض. حتى غطى ثلاثتهم وكأنه غطاء سميك. وحين سارت لم يتبعها كما يفعل أي فرخ نعام. دَفَعَت بعدها بالطفل تجاه زوجها. وها هي الآن تقف مائلة تجاه السور الصخري للخيل مشكلة مغارة صغيرة، فلا الريحُ ولا الرمل المتطاير كانا يصلان إلى داخل المغارة. ما علينا سوى أن ننسى عش البيض ذاك، قتلته أمه النعامة وأكله هو. الذي وجداه كانت خنافس سوداء اللون تَرْحَفُ مِن مَخابئها تَحْتَ الرمل في أثناء الليل فيقتلها طائرا النعام ويرميانها للصبي. وكانا يحفران في الرمل الذي تجمع عند مدخل المغارة ويجدان يرقات زهرية اللون كان يدفع كل منهما بها بمنقاره نحو الصبي، وفي تلك المغارة تعلمت النعامة الأم الفرق بين صغار النعام وصغار البشر، كانت ككل أم تحب أن ترى طفلها وهو يأكل. وعن الأمل. وهو رَجُلٌ مشهور جدا في هذا الجزء من الصحراء كان مشهورًا لأنه لم يكاد يوجد شخص اخر يلم بذات القدر من المعرفة التي كان دولة يُلم بها عن الجمال. رأت فاطمة الدفء واللطف يُشِعانَ مِن ذلك الوجه. راح يقرأ بصوته القوي: واختارت مكانا لها في المقدمة، كانت تُسْمِعُ بِشَغْفِ لِكُلِّ كلمة يقولها. لكنه نَطَقَ في النهاية بالكلمات التي كانت تنتظرها وتأمل بها. أطلب إليك وبكل أسمائك الحسنى، وأتوسل إليك يا قادر على كُلِّ شَيْءٍ أن تعين والدته على إيجاد وَلَدِها المفقود. عليك أن تكفي عن الأمل. لا يُمكن لطفل أن ينجو من عاصفة رملية كتلك، الفصل الرابع في مُواجَهَةِ المَوتِ قالت ماكو بحزم، تمددت ماكو فوق الطفل إذ إن هذا صار أمرًا تعودته، حالما فَعَلْنَ ذلك كانت شَفَةُ إذ كان يبحث عن مكان يبني فيه عشه الجديد يتوفر فيه ما يكفي مِنَ الطعام. كانوا يسيرون بطءٍ بِسَبَبٍ هدارة. كانت ماكو تجيبه: - أنت تعلم قانون النعام جيدا. على السرب أن يسير بالسُّرعة التي