تُعد الانعكاسية سمة جوهرية للحداثة المتأخرة، حيث يدرك الأفراد خياراتهم قبل وبعد اتخاذها، سواء كانت عامة أو تفصيلية. يتحمل الفرد مسؤولية كبيرة في اختيار معظم جوانب حياته، من الملبس إلى الزواج وتربية الأطفال، مما يُحدث ارتدادًا ذاتيًا في المجتمع. يربط جيدنز الانعكاسية بالوعي الناقد في الحداثة المتأخرة، بينما يركز بيك على آثارها التدميرية غير المقصودة، مثل "مجتمع المخاطر" الناتج عن التحديث، والذي يُشابهه جيدنز بـ"عدم اليقين المصنوع" (مثل الاحتباس الحراري). السلوك الانعكاسي يُفسر بعد حدوثه، إما من قِبل الفاعل أو الآخرين، كعملية تبرير وتسويغ. أما مفهوم "الاستجابة الآنية" عند جيدنز، فيشير إلى الاعتماد النشط على المعلومات في بناء الحياة، حيث يُعزز تناقص التقليد تلقّي المعلومات الجديدة التي تحدد سلوكنا، وهويتنا، وثقافتنا، متجاوزةً بذلك الهوية التقليدية والحواجز الجغرافية لصالح ثقافة عالمية.