ومن هنا يظهر تأثر العالم ببلدانه و شعوبه ببعضهم البعض و يظهر هذا التأثر جليا في تأثر الآداب ببعضها البعض . ان اهتمام الغرب بالأدب العربي قد ظهر خلال انتشار الدراسات الاستشراقية التي أسهمت في لفت الأنظار إلى الأدب الشرقي والعربي و ذلك بعد سقوط الأندلس و نشوء حركة المورسكو التعصبية في أسبانيا . لكن بعض المفكرين نظروا بامعان الى العالم العربي وفي حضارته و ازدهاره و فکره و أدبه و انعكس هذا تأثيرا في أدبه فجاءت أعمال أدبية أجنبية متأثرة بالأدب العربي : الكوميديا الالهية التي وضعها دانتي متأثراً برسالة الغفران للمعري وقصة المعراج الشعبية . أمثال لافونتين متأثراً بكليلة ودمنة واعترف هو بنفسه تأثره بيبدبا الذي سماه بيلباي . تأثر القصص الشعبي الاسباني بالمقامات العربية و لاسيما مقامات الحريري أما الأدب المقارن فهو أدب نشأ عن الدراسات الأدبية في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و بدأ هذا المصطلح بالظهور عام ۱۹۳۰ م مع النقد الرومنسي و ندوات مدام دي ستال ودراسات جاك أمبير وقد مهد ظهور هذا الأدب ثلاثة فرنسيين مالوا الى الطبع العلمي في النقد منهم غاستون باري و فردينان برونوتیار و هيبولت تین منها انتشرت الى أوروبا و باقي أنحاء العالم . الأدب المقارن هو دراسة تأثير أدب أمة بأدب أمة أخرى لها لغة و حضارة مختلفة و فيه يدرس التأثير و الاختلاف بين الأدبين ، س إليوت في الشعر العربي الحديث و تأثير ميثة فاوست في الأدب الألماني . أما الثانية : تجريبية تنزع الى العقل و التجربة إلى أقصى الحدود متبعدة عن نواهي الدين و عالمه منغمسة في العلمنة و التقنية. الأدب المقارن من الدراسات الجديدة في العالم العربي التي دخلت بفعل التفاعل مع الحضارة