يتناول المحور الثالث أخلاقيات المهنة والحكم الراشد، مُعرّفاً الأخلاقيات بأنها آلية معنوية تحدد المعايير السلوكية المهنية لأفراد مهنة معينة، مستشهداً بتعريفات لغوية وفلسفية لها. المهنة تُعرّف بعمل مهني راقٍ يتطلب قدرات فنية وتكويناً متخصصاً. أخلاقيات المهنة، بالتالي، هي المبادئ والمثل التي يلتزم بها أفراد المهنة، وتُحدد مسؤولياتهم في علاقات العمل، للحفاظ على مستوى المهنة وحقوق المنتسبين والمستهدفين منها. كما تُعرّف بأنها القواعد الأخلاقية والسلوكات المهنية التي يتبعها الموظف، وتحتاج كل مؤسسة لميثاق أخلاقيات يحكم عملها. تهدف أخلاقيات المهنة إلى شمولية الحكم الراشد، المعاملة الحسنة للمتعاملين، توضيح العلاقة بين الموظفين بمختلف مستوياتهم، الرفاه الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، إنجاز الأعمال بجودة وكفاءة، آليات للتقييم والرقابة الذاتية، وقطع الطريق أمام الفساد. أهميتها بالغة، فهي تُحقق تكافؤ الفرص، تنمية روح الانتماء والولاء، تحسين مناخ العلاقات، تشجيع الموظفين على تطوير كفاءتهم، تنمية روح المنافسة الشريفة، استقرار المؤسسة، تحسين سمعتها، إتاحة الفرص للمجتهدين، والقضاء على الفساد المالي والإداري.