يُعدّ الإبداع والابتكار ضروريين لإدارة الحياة والأعمال والمؤسسات، فالحاجات والطموحات تتزايد باستمرار، ولم تعد الطرق التقليدية كافية في أي مجال، خاصةً في المؤسسات التعليمية، لأنّ الاستمرار عليها يؤدي إلى التراجع والفشل. أولاً: ماهية التفكير الإبداعي: اشتقّ الإبداع من الفعل "بكر"، ويعرّفه سبيرمان (1931) بأنه الوصول إلى حلول جديدة وأصيلة لمشاكل لم يُسبق إليها، بينما يعتبره تورانس عمليةً عقليةً تتضمن تحسس المشكلات، والوعي بنقاط ضعفها، وصياغة فرضيات جديدة، والتوصل إلى ارتباطات جديدة باستخدام المعلومات المتاحة، والبحث عن حلول، وتعديل الفرضيات وإعادة فحصها. وبالتالي، يتضمن التفكير الإبداعي: نشاطًا عقليًا هادفًا للبحث عن حلول أصلية، عمليةً لإنتاج أدوات وطرق جديدة، دمج فكرتين أو أكثر في فكرة جديدة، وشموليةً وتعقيدًا، إذْ يتضمن عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة. مراحل التفكير الإبداعي: أ- التحضير والإعداد (جوردن): مرحلة الإعداد المعرفي وتحديد جانب المشكلة وجمع المعلومات اللازمة. ب- الحضانة (جليفورد): حالة من القلق والتردد. ج- الإشراق: الوصول إلى حلول غير متوقعة، تعتبر ذروة العملية الإبداعية. د- التحقيق: الحصول على نتائج مرضية، وحيازة المنتج الإبداعي على الرضا الاجتماعي. المرحلتان الأولى والرابعة إراديتان، بينما الثانية والثالثة أعمال عقلية لا شعورية. خصائص التفكير الإبداعي: • الطلاقة (Fluency): إنتاج أكبر عدد من الأفكار. • المرونة (Flexibility): تغيير طريقة التفكير بتغير الموقف. • الأصالة (Originality): الإنتاج غير المألوف. • حساسية للمشاكل (Sensitivity to Problems): إدراك نقاط الضعف. • إدراك التفاصيل (Elaboration): إعطاء تفاصيل دقيقة عن الفكرة. • المحافظة على الاتجاه (Direction Maintaining): الاستمرار في التفكير في المشكلة. سمات الشخصية الإبداعية: يتحدد الإبداع ببعض السمات العقلية والانفعالية، وقد عرّف سيمبسون الشخصية بأنها المبادئ التي يبديها الفرد في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير. وقد حدد ماكينون وولش وآخرون سمات للمبدعين، منها: النهم للمعرفة، عدم الرضا عن الأوضاع الراهنة، الالتزام بهدف سام، القدرة على تقديم أفكار مقنعة، التلقائية والمرونة، تشجيع تبادل الرأي، النقد الذاتي، القراءة المتعمقة، الاستقلالية، القدرة على مواجهة المشكلات بإيجابية، وضوح الرؤية، الذكاء الشخصي والاجتماعي، الموهبة، الخبرات والمعارف، الإيجابية في التفكير، سعة الخيال، التعمق في الأفكار، التفكير في البدائل، الإقدام على الجديد، التفكير المشرق، الرغبة في التجريب، المرونة في مواجهة الإخفاق. أساليب تنمية التفكير الإبداعي: • لا تخف من الخطأ. • انفتح على وجهات نظر أخرى. • انتبه للمشاكل. • ابحث عن مصادر جديدة للأفكار. • كن دائم البحث. • تجنب مناقشة أفكارك في مراحلها الأولى مع من يكثرون من النقد. • خصص وقتًا لنفسك. • انظر إلى الموضوع من زوايا مختلفة. • تحدى القواعد. • شجع الاستقلالية. • اعتقد في أهمية الإبداع. • خذ نزهة. • ادرس وناقش المشكلة قبل النوم. • حرر عقلك من الضغوط. • تكلم واكتب وفكر باستمرار. • اعلم أن الأفكار غير المنطقية قد تؤدي للمنطقية. • لا تسأل مرة واحدة، بل اسأل كثيراً. • فكر دائماً في الشيء ونقيضه. • يجب أن تكون مثابراً. • لا تدع المخاطرة تخيفك. • استعد ذهنياً لمواجهة المشكلات. • نمّ ووسّع من قدرتك على التخيل. معوقات التفكير الإبداعي: • معوقات داخلية: ضعف الثقة بالنفس، مقاومة استخدام الخيال، العجز عن تحمل الغموض، عدم تقبل أفكار جديدة، الأفكار والتقاليد الجامدة، الخوف من الفشل، نقص المعلومات، ضعف الإمكانيات، عدم بذل الجهد، الاعتماد على الخبراء. • معوقات خارجية: عدم الشعور بالأمن، المستوى الاقتصادي المنخفض، المجتمع الذي يسوده التسلط، المنهج الدراسي المحكوم بالزمن، العلاقات المتوترة بين المعلم والمتعلم، أساليب التدريس التلقينية. يُعدّ التفكير الإبداعي ضروريًا ليس فقط لإنجاز المهام الصعبة، بل أيضًا لمواكبة التطورات الأكاديمية والإدارية في المؤسسات التربوية. ثانياً: المهارات المعلوماتية: مفهوم مهارات توليد المعلومات: عرّف سقراط العقل بأنه مولد للمعلومات، ومعناها القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار أو المعلومات أو المشكلات بسرعة وسهولة. تشمل هذه المهارات: 1) مهارة الطلاقة (Fluency): الطلاقة اللفظية (كتابة كلمات تبدأ بحرف معين)، طالقة المعاني (ذكر استخدامات معينة)، طالقة الأشكال (رسم أشكال باستخدام أشكال هندسية). 2) مهارة المرونة (Flexibility): قدرة الفرد على توليد أفكار متنوعة غير تقليدية. تتضمن المرونة التكيفية، التحرر من الجمود، إعادة تفسير المعلومات، والمرونة التلقائية. المرونة ضرورية للتكيف مع المتغيرات وحل المشكلات. 3) مهارة وضع الفرضيات (Hypothesis): قول غير مثبت صحته يخضع للبحث والتجريب. أمثلة: شكوى من الدوار (هل سافر في البحر؟ هل يعاني من مرض السكري؟..الخ)، فقدان الوزن، حادث سير. 4) مهارة التنبؤ في ضوء المعطيات (Predicting): القدرة على قراءة البيانات واستنتاج ما هو أبعد من ذلك. أمثلة: زيادة الجريمة (عدم الاستقرار، انتشار السرقات...الخ)، انتشار الأمراض المعدية (اعتلال الصحة، ازدياد النفقات على العلاج...الخ). 5) مهارة جمع المعلومات: • الملاحظة (Observation): استخدام الحواس الخمس للحصول على معلومات عن شيء ما بدقة. الملاحظة تتطلب احتفاظ الملاحظة بما لاحظه واسترجاعه. • المقارنة (Comparing): مهارة ذهنية لتنظيم المعلومات، تتطلب معرفة مسبقة. المقارنة قد تكون مفتوحة أو مغلقة.