اقرأ آراء آراء أطفال السماء. الفيلم الإيراني العظيم الذي يجب أن تشاهده مع أولادك تم التحديث: 2018/05/03 الساعة 08:14 بتوقيت غرينتش فلربما سمعت كثيراً عن أفلام إيرانية تحصد الجوائز العالمية وتحظى باحترام وإعجاب دوائر النقد السينمائي الغربية. منذ زمن وأنا أرغب في أن أستكشف فن إيران السينمائي، وأخيراً، واخترته بناء على تقييم المشاهدين في موقع التأجير. ولبثت أياماً لا أجد متسعاً من الوقت لمشاهدته، حتى أعطاني طيف من المرض إجازة بيتية ليوم واحد، كان كافياً لمشاهدة هذا الفيلم "السمائي"، ليس في الفيلم إبهار غير إبهار البراءة وصدق التعبير، فهو بسيط في إنتاجه وفي تصويره، والأبطال محور القصة هما طفل وطفلة. لكن عبقرية المخرج أتت بطفلين يحملان رسالة الفيلم على أكتافهما الصغيرة، وعلى أكمل وجه. الطفل الصغير الفقير "علي" ذهب للسوق لشراء بعض الطعام، ولإصلاح حذاء أخته الذي أهلكه الزمن. فالعائلة الفقيرة لا تجد من المال ما يكفي لشراء حذاء جديد، فهم يغالبون الحياة بصعوبة، ويجاهدون دون حاجاتهم الأساسية. فقد "علي" الحذاء، وعاد إلى أخته حسيراً مكسوراً. كيف ستذهب "زهراء" لمدرستها دون حذاء! لم يجرؤ الطفلان على مصارحة أبويهما بالمأزق، خاصة أن "علي" يدرك بوضوح أن أباه لا يملك المال لشراء حذاء جديد لشقيقته. ثم قرر "علي" أن يتبادلا ارتداء حذائه هو! وهكذا في كل صباح تذهب "زهراء" لمدرستها أولاً، ثم تعود عدواً إلى حيث ينتظرها "علي" قرب البيت مرتدياً الشبشب! فيأخذ هو الحذاء ويعدو إلى مدرسته التي تبدأ ظهراً! هذا محور القصة، وفي ثناياها أحداث كبيرة، لكنها شديدة اللطف. للوصول لشقيقها في الوقت المناسب، سقط من قدمها الصغيرة أحد زوجي الحذاء في مجرى مائي ضيق. فيقضى المشاهد دقائق في متابعة مطاردة، طريفة ولطيفة، ولكن دون جدوى، حتى اختفى الحذاء تحت بناء أسمنتي، ووراء قدرتها على الوصول إليه، فجلست الصغيرة تبكي! ورآها رجل عجوز طيب، فتعاون مع رجل آخر وجاء كلاهما بحذائها. وعادت زهراء غاضبة، لكن أنّى لها أن تفر من الحذاء! فالاختيار ضيق: إما الحذاء، وربما أيضاً "علقة" مؤلمة من أحد الأبوين! وتمر أحداث الفيلم بسيطة وطبيعية، حين ترى زهراء حذاءها المفقود في قدمي زميلة لها، تتبعتها زهراء حتى عرفت مسكنها، اختبآ قريباً من البيت، ثم رأيا رجلاً ضريراً يخرج حاملاً بضائع بسيطة للبيع، تصحبه وتقوده ابنته الصغيرة، مرتدية الحذاء المفقود! نظر الشقيقان إلى بعضهما، ففهم المشاهد أنهما تنازلا عن الحذاء! حينما فاز "علي" بقلم جديد من أستاذه في المدرسة لتفوقه الدراسي، أهدى القلم لأخته. كان هذا ثاني قلم يعطيها إياه هدية، لشعوره بالذنب أن فقدت حذاءها ولكي يعوضها عنه بعض التعويض. ولم تكن زهراء تنظر للقلمين نظرة استنكار أو استقلال، لا بل تلقت كلاً منهما بسعادة وعرفان! وتتابع الأحداث ببساطة وعمق وإشارات، وكشف للتناقض بين حياة الفقراء الذين يخلق حذاء واحد أزمة في حياتهم، وقوم آخرين في الطرف الآخر للمدينة يعيشون في قصور مسورة، وحدائق غناء! وقرب النهاية، تعلن مدرسة "علي" عن سباق للجري، فوجد أن الفائز بالمركز الثالث يربح حذاء! ذهب إلى أخته مبشراً، سوف يدخل السباق ويفوز بالمركز الثالث، فمن الممكن استبداله بحذاء يليق عليها. ودخل "علي" السباق. ولم يكن في حاجة إلى تدريبات طويلة، فعدْوُه اليومي بعد أن يحصل على الحذاء من أخته حتى يستطيع وصول مدرسته دون تأخير كان ولا شك تدريباً طويلاً وكافياً على الجري! هذه هي الحاجة حينما تصنع المهارات والأبطال! ودخل "علي" السباق وحده، وحوله أطفال آخرون يصورهم أهلم، وبهم يحتفون. ارتدى حذاءه المشترك المتهالك، وجرى أربعة كيلومترات كاملة، هي مسافة السباق. كان "علي" في الزمرة المتقدمة. فلا أمل في الحصول على الحذاء لو جاء في المركز الأول أو الثاني! هدفه هو المركز الثالث! وأتاه من خلفه زميل في السباق غلبت عليه نفسه الشريرة، وبذل كل جهده كي يلحق بما فاته من جراء الوقعة. لم يركز هذه المرة كثيراً في موقعه بين المتسابقين، ثم سأل مدرسه إن كان قد فاز بالمركز الثالث، فبشره المدرس، ولم التفكير في المركز الثالث يا بطل، بالمركز الأول! غالب "علي" الدموع خلال الاحتفال بفوزه، ولم يعد صالحاً للاستخدام البشري! ووضع قدميه المتورمتين في الماء. لك أن تتخيل ما دار في ذهنه ساعتها، وكيف غلب اليأس على نفسه والعجز، ثم رأينا الوالد وهو عائد للبيت، يحمل لولديه حذاءين جديدين! مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع. علامات: آراء رأي محمد شدو صفحة الكاتب آراء الغبار الأسود بالقنيطرة. قاتل متطاير بالأجواء يتربَّص بأهل المدينة المغربية تم التحديث: 2022/01/15 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش يلاحظ سكان مدينة القنيطرة المغربية الغبار الأسود الذي يجلبه الهواء الملوث، والذي يتطاير إلى أجسادنا مثل تطايره في هواء المدينة، لهذا، راسلت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، باعتباري رئيساً لجمعية "أوكسجين" للبيئة والصحة بالمغرب، والجماعة الترابية بالقنيطرة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عبر مراسلات رسمية تطالب من خلالها بفتح تحقيق عاجل والحصول على المعلومات حول مصدر الغبار الأسود الذي أصبح يستشري في عدد من مناطق مدينة القنيطرة. جاءت مراسلات الجمعية بناءً على الفصول 31 – 35 – 71 و 136 من الدستور التي نصت على الحق في البيئة وفي التنمية المستدامة، والقانون الإطار رقم 99. 12 الذي يعتبر بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، والقانون رقم 31. 13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، وعملاً بالتزامات المغرب الدولية تجاه البيئة والتنمية المستدامة المعبر عنها في اتفاقية "باريس" حول التغيرات المناخية. عبرت جمعية "أوكسجين" للبيئة والصحة عن قلقها الكبير من الانتشار الواسع للغبار الأسود في مختلف المناطق بالقنيطرة وما يحدثه من أضرار بيئية متعددة تؤثر سلباً على بيئة وصحة المواطنين، وناشدت المسؤولين بالتدخل العاجل من أجل الكشف عن النتائج الدقيقة التي ترصدها محطات القياس والكشف عن مصدر تلوث الهواء وأسبابه، وكذلك للوقوف على الإجراءات التي اتخذت بهدف إيقاف هذه الظاهرة، والحماية بصفة منتظمة واتخاذ كافة الإجراءات لحماية هواء المدينة من كل المخاطر المحدقة به. وباحثاً في إعداد المجال والتنمية الترابية المستدامة، أستطيع أن أقول إن جودة الهواء بالقنيطرة تتعرض لمختلف مصادر التلوث التي تحدث تأثيرات خطيرة، والتي تزيد من حدة التلوث، ويزداد الوضع تأزما مع اجتثاث وقطع العديد من المساحات الشاسعة من الغابات والمساحات الخضراء، الشيء الذي يجعل من مدينة القنيطرة في ظل هذا الوضع المأساوي إحدى أكثر المدن خطورة على صحة الإنسان وبيئته. كما بينت دراسات وبائية تم إجراؤها في جهات أخرى مدى أثر تلوث الهواء على الصحة، وخصوصاً صحة الأطفال، كما مكنت من إقامة الدليل على العلاقات الواضحة إحصائياً ما بين مستوى التلوث الجوي الذي يجري قياسه خصوصاً عبر قياس تركيز الجزيئات الدقيقة من نوع "الدخان الأسود" من جهة، وبين نسب الوفيات ونسب الاستشارات الطبية بسبب أمراض الربو وتعفنات المسالك التنفسية وداء الرمد من جهة أخرى. ولا يخفى على أي من العاملين في مجال البيئة، تأثير الهواء الملوث، واعتباره أحد أكبر المخاطر البيئية التي تهدد صحة الإنسان، لتنبيه مدبري الشأن العام إلى خطورة تلوث الهواء الناجم عن أنشطة المصانع والمعامل بمدينة القنيطرة، ودعت الجميع إلى المشاركة المكثفة في هذه الحملة حتى تتخذ السلطات والجهات المختصة وأصحاب القرار، مقالات الرأي المنشورة في "عربي بوست" لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع. مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع. اقترح تصحيحاً تلوث القنيطرة المغرب آراء رأي واصل قراءة المزيد. أيوب كرير باحث مغربي في التنمية المستدامة تم النشر: 2022/01/15 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش تم التحديث: 2022/01/15 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش الحرية مفهوم من المفاهيم الكبرى التي تحكم وعي الإنسان فتحرك مشاعره وتوجه فعله، ولها فعاليتها ورونقها، مثل مفاهيم الحياة والموت والأمل، وهي لذلك من المفاهيم التي يصعب تحديدها تحديداً جامعاً مانعاً بشكل عام. فهو سؤال معرفي عموماً، يطرح معضلة ممكنات وحدود المعرفة، كما أنه سؤال علائقي يدعو إلى التفكير في أنماط الوجود التي ينفتح عليها الكائن الإنساني، أو الفني، أو الأخلاقي، إذا تتبعنا فكرة الليبرالية الغربية التي بُنيت على مفهوم الحرية نجد أنها بدأت في عصر النهضة الأوروبية، ثم تطورت في عصر التنوير، وكان أعلى فترة صعدت فيه هو القرن التاسع عشر الميلادي، ولكنها بدأت مرحلة جديدة بعد سقوط الشيوعية، وتفكك الاتحاد السوفيتي. واستخدم أصحاب الفكر الليبرالي الحرية على نطاق واسع، وظهر ذلك في المبادئ التي نادوا بها، وتعتبر الحرية أهم هذه المبادئ، وتعني أن الفرد حر في أفعاله، ومستقل في تصرفاته دون أي تدخل من الدولة أو غيرها، فوظيفة الدولة حماية هذه الحرية، وتعزيز الحقوق، واستقلال السلطات، وأن يعطى الأفراد أكبر قدر من الضمانات في مواجهة التعسف والظلم الاجتماعي. وهذه الحرية التي نادى بها الليبراليون هي: "المبدأ والمنتهى، الأصل والنتيجة في حياة الإنسان، وكما قيل في تعريف الحرية: هي: "انعدام الموانع والعوائق". ومن ثمَّ يمكن أن نلاحظ أن الحرية لدى الليبراليين في مجملها لم تكن لها ضوابط حاكمة، بل أقروا أنها حرية مطلقة، و"الحرية بمعناها المطلق ليست سوى فوضى أو يوتوبيا حالمة، والحياة المجتمعية بما هي حياة أفراد وجماعات متعالقين بروابط، ومتخالفين في الأذواق والأفكار والمصالح لا بد لكي توجد وتستمر من أن تتأسس على قواعد وأعراف ونظم ومؤسسات ينضبط لها الفعل الفردي ويمتثل". وقد مرّت الحرية في المفهوم الغربي الليبرالي بعدة مراحل منذ بداية عصر النهضة الأوروبية إلى عصرنا الحاضر، وكانت انعكاساً للظروف المحلية في أوروبا، وسيطرت الكنيسة ورجال الدين على مناحي الحياة، ونتج عن ذلك تولد صراع قوي كان له أثر في ممارسات خطيرة على المستوى الفكري والسلوكي والطبيعي على الإنسان، ويمكن أن نُلخّص ذلك في النقاط التالية: أولاً: أن الحرية عند الغرب اهتمت بجانب، وأهملت جانباً آخر؛ فقد أهملت الحرية بمفهومها الغربي الجانب الجماعي في الإنسان، وكلاهما أصيل فيه، وهذا ما لا يتواجد في الممارسات الإنسانية للحرية. ثانياً: أنهم وسّعوا في دائرة الحرية؛ حتى خرجوا بالإنسان إلى الأثرة المرذولة، وساهموا في تفكيك المجتمع بالآراء الشاذة، وتشتيت الطاقات، والمجتمع ما هو إلا تلاقي مجموعة من الأفراد. ثالثاً: إن خروج الإنسان بدعوى الحرية على ثقافة المجتمع الصحيحة دون رادع، وتنازل المجتمع عن ثقافته نتيجة حتمية لانهيار المجتمع بكارثة تصيبه من الداخل أو الخارج، وتنفي عنه عنصر التطلع إلى ما هو أبعد من الذات، ومن ثمّ نتجت عن هذه الحرية عدة ظواهر نفسية سيئة مثل: الشعور بالوحدة، وكذلك ساهمت في انتشار العلاقات الشاذة مثل: (علاقات البارات، وأماكن المخدرات، والجِنْدِر)، وأثر ذلك في زيادة انتشار الأمراض الفتّاكة والظواهر البشعة، وكل هذا يمارس باسم الحرية الغربية التي لا تعرف قيوداً ولا انضباطاً. وإنما يجب أن نعترف بأن للحرية حدوداً، وهذه الحدود نفسها هي بمثابة القوى التي تستند إليها الحرية في نشاطها التحرري". واجتماعية، ويشاركه بقية الناس الحياة من جهة أخرى، ومحدودة ومحصورة، لأن الحرية المطلقة للإنسان تؤدي إلى الفوضى، والدمار، والتناقض، 3/1059). مقالات الرأي المنشورة في "عربي بوست" لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع. مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع. فكر