في غابة كثيفة الأشجار بديعة الألوان مليئة بألوان الطيور و الحيوانات كان يعيش عصفور لطيف جميل اعتاد أن يغرد فوق الأغصان بصوته الرنان و في ذات يوم شديد الحرارة و الشمس مشرقة و الهواء لافح شب في الغابة حريق هائل فأندلعت النيران و امتدت إلى كل مكان فتسابقت الذئاب و الأسود و الفيلة و النمور إلى الهرب تاركة بيوتها في الغابة حتى تنجو بنفسها أما ذلك العصفور فلم يهرب و لم ترهبه النيران غابة المندلعة و لا سحب الدخان بل بدأ على الفور يحمل بأخلاص مرفرفا إلى البحيرة و اخذ قطرة ماء بمنقاره الصغير و علا في الجو ثم ألقى بها على الحريق و راح يكرر هذا العمل مرة بعد أخرى في حين راحت الحيوانات الهاربة تسخر من العصفور قائلة أتضن أيها الصغير أنك قادر على إطفاء الحريق بهذه المحاولات قال العصفور أعلم أني لن أستطيع إطفاء الحريق و لكنني أقوم بواجبي فقط سمعت الفيله مل قاله العصفور فبدأت بنقل الماء بخراطيمها لتطفئ النار المشتعلة فخجلت الحيوانات و بدأت تساعد الفيلة و ما هي إلا ساعات حتى خمدت النيران شيئا فشيئا و تلات يوما بعد يوم سحب الدخان و عادت الحياة تدريجيا إلى الغابة رغم أن العديد من الأشجار و النباتات قد تضررت من النيران