منذ الإعلان عن إنشاء جامعة دمياط بالقرار الجمهورى رقم (۱۹) لعام ۲۰۱۲ والجامعة تسعى لإثبات وجودها بين الجامعات المصرية من خلال الجهود المبذولة في كافة قطاعاتها فيما يتعلق بالتدريس والبحث العلمي والدراسات العليا وخدمة المجتمع وتنمية البيئة . وتعتمد الجامعة على شبابها فى كل الكليات نحو الإنطلاق إلى المستقبل عبر توظيف واستثمار طاقات هؤلاء الشباب بها يعود عليهم وعلى الجامعة بالنفع وتلك نقطة الانطلاق نحو استثمار الطاقات البشرية للشباب الجامعي. إن الحديث عن تمكين الشباب الجامعى المصرى يتواكب مع التوجه الوطني المستدام للتنمية فى مصر ۲۰۳۰ وهذا يفرض على النظام الجامعي المصرى أن يسعى إلى استغلال طاقات الشباب الواعد بشكل يواكب التطورات المحلية والإقليمية والعالمية المعاصرة (1) . والشباب المصرى فى كل جامعاته ليس بمعزل عن الشباب العربي والعالمي إذ تهدف التربية في حديثها عن الشباب الى استغلال طاقاتهم وتمكينهم من خلال برامج تعليمية واعدة تؤمن بالحداثة مدخلا لمواجهة التحديات العالمية التي بدأت تعصف بكثير من أنظمتنا العربية الجامعية غير القادرة على المنافسة في واقع جديد يرى احتراف التميز وسبيل ذلك الأخذ بالحداثه واستثمار طاقات الشباب كمدخل مهم نحو تعزيز التنافسية العالمية (٢) . وفي نفس السياق يحب التأكيد على أن التنمية البشرية في مصر يجب أن تنطلق من خلال بناء أجيال واعدة عبر مؤسسات التعليم للأجيال القادمة، من العدل أن يستهلك الجيل الحاضر أو يستنزف موارد المجتمع الإنمائية ليستمتع ببحبوحة من العيش ورغد الحياة مخلفا للأجيال القادمه ميراثا من نضوب الموارد وشحها أو ضمورا في إنتاجها وهنا تأتى أهمية التعليم للتمكين و استثمار القدرات والطاقات لبناء المستقبل (۳). إن التوجه نحو استثمار طاقات الشباب المصرى فى الجامعات من خلال الأنشطة التي تنمى قدراتهم هو المفتاح السحرى لبناء الشخصية القوية والتي هي مجموعة من السمات العامة التي يتسم بها عموم الطلاب وتؤهلهم لأن يكونوا مواطنين صالحين قادرين على إثبات ذواتهم في مجتمعهم (٤). بكلية التربية جامعة دمياط من خلال تنمية المهارات القيادية لهم والتي تؤهلهم لإحداث الفارق فى حياتهم العملية وفى تواصلهم في محيط الجامعة والأسرة إن قوة النظام التعليمي الجامعى المصرى يجب أن تكون مقترنة بالقدرة على إعادة إنتاج الشباب انتاجا يؤهلهم للمواطنة والاستمتاع بالحقوق ومعرفة الواجبات والمشاركة المجتمعية وإدارة الأزمات والإستمتاع بمبادىء الحرية والعدالة والمساواة ومن ثم فإن النظام الجامعى المصرى يتحمل عبء هذا البناء الشاق في كل ربوع الوطن (٥) ويأتي الحديث عن تمكين الطلاب من خلال ممارسة الأنشطة الجامعية مواكبا لتوجهات الدولة للحد من عنف الشباب بعد أحداث ۲۰۱۱ عبر قرارات وطنية سيادية تؤمن بالشباب وتؤمن بحقهم فى التعبير الديمقراطي السليم عن إن الحديث عن تمكين الشباب الجامعى وصقل مهاراته القيادية أصبح محوراً مهما من محاور إعادة بناء الإنسان المصرى لا سيما طلاب الجامعات المصرية والتى يجب ان يكون لهم دور فعال في دعم مسيرة الوطن نحو التنمية. وإذا كان الهدف أن يقود التعليم الأمة نحو التنمية الإقتصادية فإن المفروض بالتنمية الإقتصادية أن تؤدى إلى تنمية اجتماعية من خلال إعداد كوادر واعية لإدارة الأزمات، إن مشاركة الشباب الجامعى المصرى فى منظومة الجودة والتجويد هو نوع من أنواع إعادة بناء المواطن المنتج وفق مفهوم الجودة ذلك المواطن القادر على إثبات الذات والحوار مع الآخر وتقبل الرأى الآخر والقدرة على صناعة الفارق من خلال ممارسته لأنشطة جامعية تؤهله لذلك ولكن الواقع لا يشير إلى ذلك إطلاقا في ظل نظام جامعى رتيب لا يؤمن بالأنشطة الجامعية ولا يفعلها إلا في إطار صورى جامد (۸). وسعيا لتحديد مشكلة البحث يستعرض البحث مجموعة من الدراسات السابقة ذات العلاقة، توظيفها عمليا من خلال مجموعة من الأنشطة الطلابية المنوعة (٩) . وتناعمت معها دراسة ( عبد العزيز الدعيج (۲۰۰۰) والتي تناولت أسباب عزوف طلبة جامعة الكويت عن الاشتراك في الأنشطة الطلابية وقدمت هذه البحث تصورا مقترحا لتفعيل مماراسة طلاب جامعة الكويت للأنشطة الداعمة لمهارتهم الاجتماعية والتواصلية مع أقرانهم ومع الأخر (١٠). وتناولت دراسة (هاني موسى (٢٠٠٤ ) تقييم ممارسة الأنشطة الطلابية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود وأبرزت نتائج البحث أن الأنشطة الطلابية في ميدان التواصل كانت كفيلة بتمكين المعلمين من النجاح في التواصل مع طلابهم في فصول البحث (۱۱). وتناولت دراسة ( فايز مينا (۲۰۰٤ ) الأنشطة الجامعية في مجتمع المعرفة وأبرز من خلالها أهم مهارات التواصل الإجتماعى وأهم الممارسات وكذلك أهم المهارات القيادية لطلاب الجامعات فى ظل العولمة وثورة المعلومات والانفجار المعرفي (۱۲). متناولة واقع المشاركة في الأنشطة الجامعية بالجزائر وأهم المهارت التي من شأنها أن ترقى بمهام القيادة لدى طلاب جامعة باتنة (١٣). وتناولت دراسة ( محمد بن معيض (۲۰۱۷) الأنماط القيادية الطلابية الممارسة في الأنشطة الجامعية كما تتصورها الطلاب وأبرزت هذه الدارسة سمات القيادة لدى الطلاب ودور المشرفين في تعزيز تلك المهارت من خلال الأنشطة والفعاليات المتخصصه لحفز الجانب القيادي لديهم (١٥). يمكن استثمار تلك المهارات لبناء الشخصيات القيادية الطلابية (١٦) . ومن الدراسات الأجنبية التى تناولت دور الأنشطة الجامعية في تعزيز المهارات القيادية لدى الطلاب دراسة (2019) Kedrns) والتي تناولت برامج القيادة في جامعة بيتسبرغ من خلال برامج تنمية مهارات القيادة للطلاب حديثي التخرج وأبرزت البحث أهم الأنشطة التي من شأنها أن تفعل ذلك التوجه لدى والاهتمام بالبحث النظرية أو العملية فقط بعيدا عن ممارسة فعالة وواقعية للأنشطة علاوة على غياب الحوافز الداعمة لتلك الممارسة وضعف آلية التواصل بين منسقي تلك الأنشطة وطلاب الكلية. صياغة مشكلة البحث فى التساؤل الرئيس التالي :