نحن لا نختار ملامحنا، ولا أصولنا، ولا الطبقة الاجتماعية التي ننتمي إليها. هناك من يولد في عائلة مرموقة، ويرث كل ثرائها ومجدها وصيتها الاجتماعي، وهناك من ينتمي لعائلة صغيرة، لا يعرفها أحد، ولا تمتلك أية امتيازات. لا مجد لهؤلاء، ولا ذنب لأولئك، لا مجد في الأشياء التي وجدناها بجانب سرير طفولتنا. المجد فيما سناخذه بأيدينا لاحقا. والجمال ليس في الملامح التي لا خيار لك ولي فيها، بل الجمال فيما نقوله، ونمارسه في حياتنا. لا تحاسبني حسب جنسي، ولوني، وعرقي، وطائفتي، وقيمة العائلة التي أنتمي إليها. كل هذه الأشياء لا علاقة لي باختيارها؛ ولدت، ووجدتها تحاصرني وتشكل هويتي. حاسبني بأخلاقي وبما أنجزه من أعمال وبتعاملاتي معك. لا مجد لك بالأشياء التي تمتلكها. ولا ذنب لهم بالأشياء التي لا يمتلكونها. المجد لمن يحافظ على حريته، ويتعامل مع البشر كبشر لا يفرق بين ألوانهم وأعراقهم. المجد في طباعنا وأخلاقنا وكلماتنا. المجد لا يكون فقط في قراءة كتاب سطره أجدادك. المجد الحقيقي أن تكتب سطرا في كتاب سيقرؤه أحفادك.