الطيَّار هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحقق حلمه بأن يطير دائمًا بين الغيوم، فما هو حلم للآخرين يكون واقعًا له، فيندمج الطيار مع السماء ليكون واحدًا منها يتناغمان معًا كلوحة فنية بالغة الإبداع والجمال، قد يظن كثير من النَّاس أنَّ مهنة الطيار سهلة ولا تتطلب ميزات عالية، ولكنّ الطيار يعيش الكثير من الضغوط النفسية؛ ثم يستمتع الطيَّار بمشاهدة الأرض من أعلى فيرى جميع ما تحته وكأنَّه ذرات ناعمة لا قوة لها ولا سلطان، لو كان الشخص من مُحبّي السفر المتكرر كثيرًا فستكون مهنة الطيار ملاذًا له، وعدا عن ذلك فإنه سيحصل وعائلته على رحلات مجانية من شركة الطيران بين الحين والآخر، وكذلك فإنَّ شعور المتعة لا يوصف حينما يرى الإنسان مختلف البلاد ويزورها فيتعرف إلى الثقافات الأخرى فلا يكون أسير قوقعة بلده و بلدته. ليس أي شخص يستطيع أن يكون طيارًا بمجرّد أنَّ حلمه كان تلك المهنة، بل للطيار شروط عديدة لا بدَّ أن تكون متوافرة، إذ لا بدَّ للطيار من أن يكون حائزًا على الشهادة في الثانوية العامة، لأنَّ الطيار سيحتاج إلى معرفة الأرقام وحسابها فيزيائيًا والاطلاع على أهم النظريات في علم الطيران، وبذلك يجب على الشخص أن يكون متمكّنًا علميًّا، كذلك فلا بدَّ للطيار من أن يكون متقنًا للغة الإنجليزية لأنَّ عمله قد يتطلّب منه التعامل مع الكثير من الشعوب الذي لا يعرفون اللغة الإنجليزية بحكم مهنة الطيار التي تتطلّب مسؤولية عالية على أرواح الآخرين لا بدَّ أن يكون حامل تلك المسؤولية سليمًا بشكل تام من الأمراض التي قد تعرض حياته وحياة الآخرين -إن حصل معه حادث- للخطر، وبذلك لا بدَّ للطيار من أن يتجاوز الكشف الطبي تجاوزًا إيجابيًّا بحيث يكون خاليًا من الأمراض العصبية أو غيرها كالسكر أو الضغط أو القلب وما سوى ذلك إنَّ أي مهة تتطلب أخلاقيات؛ حتى يتم العمل بالشكل المطلوب دون أن يعتدي أحد على أحد أو أن يتعرقل سير العمل، ألّا يكشف عن الأسرار التي حدثت أمامه واطّلع عليها، كأن حدثت مشكلة مع أحد من الركاب وما إلى ذلك من الأمور التي يجب أن يكتمها في عمله من أهم الأخلاقيَّات التي قد يتغافل عنها الكثير من الطيارين هي الروح المرحة في العمل،