اعلم أيها الولد المحب العزيز أطال الله تعالى بقائك بطاعته وسلك بك سبيل أحباؤه أن منشور النصيحة يكتب من معدن الرسالة عليه الصلاة والسلام إن كان قد بلغك منه نصيحة فأي حاجة لك في نصيحتي ، وإن لم يبلغك فقل لي : ماذا حصلت في هذه السنين الماضية ؟! وإن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته ، لأنَّها في مذاقِ متَّبعِي الهوى مرٌّ ؛ على الخصوص مَنْ كانَ طالبَ العلمِ الرسميِّ ، سَيَكُونُ نَجَاتُهُ وَخَلَاصُهُ فِيهِ ، سبحان الله العظيم !! لا يَعْلَمُ هذَا القّدْرَ أَنَّهُ حين حصَّل العلمَ إذا لم يعمل به . عالمٌ لمْ ينْفَعْهُ اللهُ بِعِلْمِهِ"لا تكنْ مِنَ الأَعْمالِ مُفْلِساً ، وتَيَقَّنْ أَنَّ العِلْمَ المُجَرَّدَ لا يَأخُذُ بِاليَدِ . مِثَالُهُ : لَوْ كانَ على رَجُلٍ في بَرِّيَّةٍ عَشْرَةُ أَسْيافٍ هِنْدِيَّةٍ مَعَ أَسْلِحَةٍ أُخْرَى ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَسَدٌ عَظِيمٌ مَهيبٌ فَمَا ظَنُّكَ ؟ هَلْ تَدْفَعُ الأَسْلِحَةُ شَرَّهُ عَنْهُ بِلا اسْتِعْمالِها وضَرْبِها ؟! ومِنَ المَعْلُومِ أَنَّهَا لَا تَدْفَعُ إِلَّا بالتَّحْرِيكِ والضَّرْبِ .