والحقيقة أن عماد الدين زنكي أتم من الأعمال ما لم يستطع جميع أمراء الصليبيين هدمه، وأنه بدأ حركة الجهاد ضد الفرنجة بشكل عملي وواقعي، وأنه يعتبر المؤسس الحقيقي لفكرة تكوين جبهة إسلامية متحدة لمجابهة الصليبيين، وتكفي الإشارة إلى الحالة السيئة التي كان عليها العالم الإسلامي عندما استولى هؤلاء الصليبيون على مدنهم في الشام، وكونوا مملكة بيت المقدس المسيحية، وطريقة الإهانة والذل التي اتبعها الصليبيون في معاملتهم للمسلمين في هذه المدن، بحيث أصبحت لهم الكلمة الأولى والأخيرة، ولدرجة حملت المسلمين على ترك مساكنهم ومدنهم حوفاً منهم، وعندما ملك عماد الدين زنكي البلاد فعل بهؤلاء الصليبيين ما فعل، ولو لم يكن له فيهم نكاية غير استرداد الرها من أيديهم لكان ذلك عظيماً .