فهو يمنحُنا في كلِّ بيتٍ فكرةً جميلـةً رنّانـةً تلحُّ عليـه وتؤكّد صفات ممدوحه ، وتضمنت القصيدة ثلاث أفكار هي : الفكرة الأولى ( أفضالُ الشّيخِ زايدٍ -رحمَـهُ اللّهُ- والتي عمّتِ الأرجاءَ قاصيها ودانيها ) وتلتها فكرة ( التّاريخُ اليمنيُّ العريقُ وتمجيـدُهُ لأفضالِ الباني المؤسّس الشّيخِ زايدٍ -رحمَـهُ اللّهُ-. وقد تكاتفت المفردات والصور البيانية والمحسنات البديعية لتنسج لنا هذه القصيدة الرائعة ، وعند تجولنا في جمال القصيدة نجدها تضجّ بالصور البيانيّة المؤثرة ، ومنها قول الشاعر وتوقّف التاريخ . ) ففي هذه الاستعارة المكنيّة يشخّص الشاعر التاريخ ، ويجعله إنساناً يتوقف ليتأمل ويتمهّل ويستجمع أفعال زايد الخير ، ونراه يشبّه زايد بالشمس المضيئة في قوله ( لكنّك الشمس المضيئة في الضّحى ) والشمس خيرها وضياؤها يعمّ الجميع ، عزّت مثيلتها على من يطمع ) والاستعارة في لفظة ( درّة ) حيث شبّه قصيدته بالدرّة ، فحذف المشبه وصرّح بالمشبه به ، بالإضافة إلى أنّ الشاعر وظّف الكناية الدّالة على كرم وعطاء زايد في قوله ولك اليدّ البيضاءُ ) ، والقصيدة زاخرة بالصور البيانية النابضة بالحياة. أمّا الخبريّة فجاء معظمها للتقرير وإبراز أفضال الشيخ زايد في العطاء والكرم والبناء ، ومن الأساليب الإنشائية التي وظفها الشاعر : النداء في قوله ( يا زائداً و يا بانياً ) والاستفهام التقريريّ في قوله ( من حوّل الصحراء بعد محولها . روضاً أريضاً بالأزاهر تمرعُ ) كما أنّ الشاعر زيّن قصيدته بالمحسنات البديعية المناسبة ، فكانت البداية مع ( التصريع ) في البيت الأول ، ومن أمثلة الطباق قوله ( يفنى و لا يفنى ) وهو طباق سلب في البيت الأخير من القصيدة ،