*يؤدي الى التفكك الأسري وضياع الهوية وموت القيم في الشرق بعد تجربة الغرب. سافرت على متن الخطوط الفرنسية في رحلة طويلة من باريس الى الرياض وعندما أخذت مكاني في المقعد المخصص لي في الطائرة جلس بجواري رجل ألماني يسكن في باريس عرفني بنفسه حيث ذكر لي إن اسمه وولف جن وهو مهندس مدني يعمل في شركة وولدن إحدى كبريات شركات تنفيذ مترو الأنفاق في العالم، سألته عن المشروع وتوقعاته المستقبلية له فقال المشروع عملاق حيث يبلغ طول الخط بأكمله ١٢٠ كلم في حين مترو باريس ٨٠ كلم فقط ، أما عن مدى جدواه فيقول في البداية لن يتقبله الناس فقبوله في أوروبا والتعامل معه ومعرفة استخدامه استغرقت سنوات فما بالك في ثقافة حديثة عمرها لم يتجاوز الخمسة عقود!! دار محور الحديث في اتجاه آخر فسألته عن حالته الإجتماعية فذكر لي انه ألماني يقطن في فرنسا يبلغ من العمر ٥٨ عاما ولديه ثلاثة أولاد لكنه طلق زوجته منذ ثمانية أعوام تقريبا وهو الآن وحيد مع كلبه!! سألته عن سبب الطلاق فقال عندنا في الثقافة الأوروبية النساء في سن الخمسين غالبا ما تبحث عن شبابها الضائع على حد زعمها فتلبس أزياء لا تليق بالمسنات فتتفرغ لذاتها متجاهلة شريك حياتها ، وتصبح مزعجة جدا فتتأثر العلاقة فيحدث الطلاق ، وهذا ما حدث معي!! الزواج عندنا ليس إلا ورقة ليس لها أي قيمة انها علاقة حب مؤقتة تسجل ثم تمزق في فترة وجيزة!! استطرد قائلا الآن الوضع أسوأ من ذي قبل ففي كل ١٠ زواجات لا ينجح الا واحدة أو اثنتين إن كنّا متفائلين ، الشباب والفتيات اليوم يبحثون عن الحب وأقوى علاقة حب عمرها الإفتراضي ١٠ سنوات إن طالت ويجب علينا أن نعيد النظر وأن نصحح هذا الفكر الخاطيء الذي يبني العلاقة الزوجية على الحب فقط!! ولكن نحن في أوروبا بالغنا في حقوق المرأة فتفرغت لمسئوليات ليست لها وتركت مسئوليتها الأساسية فزاد حجم تطلعاتها حتى أنها الآن تسعى لتكون المهيمنة على الرجل وأنها ستكون مسئولة عن حمايته والولاية عليه!! انفجر ضاحكا عندما اطلق الكلمة الآخيرة!! ثم سال لعابه مفضفضا فقال الآن في المكاتب الإدارية في أوروبا تجد مرأة ورجل ولا تستطيع أن تتخيل صعوبة العمل مع المرأة فحين تدخل المكتب تظن أنه هناك انسجام ولكن الحقيقة إن التوتر هو السائد في تلك المكاتب البائسة!! إننا في أوروبا بالغنا في صناعة الحضارة ولكننا فقدنا ما هو أهم منها ، فقد أفقنا على واقع اليم ،